ماذا نقصد بالتقويم؟
نقصد بالتقويم معرفة القيمة أي تحديد قيمة الشيء أو المعنى أو العمل أو أي وجه من أوجه النشاط وذلك بالنسبة لهدف معين معلوم ومحدود من قبل والنشاط التعليمي كأي نشاط آخر يتطلب أن نحكم عليه ونخضعه للتقويم لمعرفة ما حقيقة هذا النشاط من الأهداف الموضوعة مسبقاً لهذا النشاط التعليمي ومعرفة عوامل القوة وعوامل الضعف وزيادة عوامل النجاح .
مفهوم القياس والتقويم:
حتى نستطيع أن نتعرف على مفهوم التقويم ينبغي لنا أن نتعرف أولا علي المفاهيم الأخرى المتشابهة والقريبة من مفهوم التقويم ونفرق بينها وبين مفهوم التقويم ومن هذه المفاهيم أو التعريفات
أي : الاختبار , القياس , التقييم , التقويم .
الاختبار : هو عبارة عن مجموعة أو سلسلة من الأسئلة أو المهام يطلب من الدارسات الإجابة لها تحريريا أو شفهيا أحيانا بوسائل أخرى مثل التمثيل والألعاب وغيرها ويفترض أن يشمل الاختبار عينة ممثلة لكل الأسئلة الممكنة والمهام التي لها علاقة بالمعارف والمهارات التي يقيسها الاختبار وتفحص الميسرة إجابات الدارسات وتحصل علي قياس أو قيمة رقمية لأداء الدارسة لهذه المعارف والمهارات
القياس : هو العملية التي يقدر بها أداء الدارسات بالنسبة للمعارف والمهارات والسمات المختلفة باستخدام أداة ملائمة أو مقياس مناسب ويعبر عن القياس بقيمة رقمية وبذلك فان القياس أوسع من الاختبار بل قد يتم القياس باستخدام أدوات أخرى غير الاختبارات مثل الملاحظة أو قوائم التقدير أو بأي وسيلة أخرى تسمح بالحصول علي معلومات بصورة كمية , والقياس يشير إلى عملية التقدير الكمي أو الدرجة ولا يتضمن القياس ولا يتضمن القياس حكما تقييميًا علي النتيجة
التقييم : هو عملية يتم فيها تقدير قيمة ومعرفة نواحي القوة والضعف لمستوى الدارسات أو طرق التدريس وإصدار أحكاما عليها باستخدام طرق وأدوات متنوعة .
التقويم: هو عملية منظمة تستخدم فيها نتائج القياس أو أي معلومات يحصل عليها بوسائل أخرى مناسبة, في إصدار أحكام علي أداء الدارسات في جوانب المنهج أو جوانب سلوك الدارسات لمعرفة وتحديد مدى الانسجام والتوافق بين الأداء والأهداف أو بين النواتج الواقعية للتعلم والنواتج التي كانت متوقعة، ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى المتعلم.
أهداف ووظائف التقويم:
يجب النظر إلى التقويم باعتباره وسيلة وليس غاية, فالاختبار يعد خبرة يجب أن يستفيد منها كل من المتعلم والمعلمة ومصححي المناهج الدراسية والباحثين في تفضيل طريقة تدريس معينة كما يستفيد منه القائمون بالإدارة المعلمية والتعليمية ويمكن توضيح ذلك في النقاط التالية:
ý التقويم وسيلة للتشخيص: لمعرفة مستويات المتعلمات وتشخيص نواحي القوة والضعف قبل وأثناء وبعد الانتهاء من دراسة الوحدة بقصد تطوير المادة الدراسية وطرائق التدريس لتناسب كل متعلم.
ý التقويم وسيلة للعلاج : لتقديم المقترحات والتوصيات التي من شأنها تصحيح العملية التربوية في سبيل الوصول إلى الأهداف المنشودة.
ý التقويم وسيلة للوقاية: وذلك باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب المعوقات والمشكلات التي ظهرت أثناء العملية التربوية ( التعليم – التعلم ).
أنواع التقويم:
يمكن أن يجري التقويم في أوقات مختلفة من حيث زمن التعامل مع المنهج وعلي أساس يصنف التقويم إلى: تقويم مبدئي, تقويم تكويني, تقويم ختامي, تقويم تتبعي.
أولا: التقويم المبدئي:
وهو يتم قبل البدء في تطبيق المنهج , حتى تتوفر صورة كاملة عن الوضع الكائن قبل التطبيق , أحيانا يسمي تقويم تمهيدي . فإذا كان التقويم للمتعلم فما هو مستواه معرفيا , ووجدانيا , ومهاريا . إن التقويم المبدئي يوفر معلومات هامة عن هذا المستوى ويساعد التقويم المبدئي في:
ý تحديد وضع المتعلم من حيث نقطة البداية في التعامل مع المنهج أو البرنامج.
ý معرفة الأوضاع التي سيتم فيها تطبيق المنهج من حيث الإمكانات المادية والمعلمين و الطلاب. وذلك لبدء المنهج أو البرنامج .
ثانيا : التقويم البنائي أو التكويني : ويطلق علية أحيانا اسم التقويم التطوري . ويجري التقويم البنائي في فترات أثناء تطبيق المنهج , بغرض الحصول على معلومات تساعد في مراجعة العمل.
ثالثا : التقويم الختامي : ويجري في ختام المنهج أو البرنامج لتقدير أثره بعد أن اكتمل تطبيقه . أي أن التقويم الختامي يزودنا بحكم نهائي علي النتاج المكتمل .
رابعا : التقويم التتبعي: ويتم عن طريق مواصلة متابعة المتعلم بعد التخرج لمعرفة فعاليته في العمل وتعامله مع نشاطات الحياة ومجابهة مشكلاتها .
خطوات إجراء التقويم :
إن عملية التقويم الناجحة تمر بخطوات متتابعة ومنسقة يكمل بعضها بعضاً فإذا كان التقويم الهدف منه تحديد ما بلغناه ومن الأهداف المنشودة، بقصد التعرف على مستوى الطالب في تحقيق هذه الأهداف، ومن ثم التعرف على صعوبات التي بها وتشخيصها وعلاجها، فمن الطبيعي أن يسير التقويم وفق الخطوات التالية:
ý تحديد الأهداف: ويعني تحديد الأهداف التي نريد معرفة مدى تحقيق الطالب لها في سبيل إصدار أحكاما علمية مناسبة على العمل التربوي الذي نريد تقديمه، وينبغي أن تحدد الأهداف بدقة وتوازن وشمول وأن تكون الأهداف واضحة مصاغة في أطار سلوكي.
ý تحديد المجالات التي يراد تقويمها: تتضمن العملية التربوية عدداً من المجالات التي يمكن تقويمها و العمل على تحسينها،ولكي يتم ذلك ، ينبغي أن يحدد المجالات التي نريد أن نتناولها بالتقويم، مثل المقررات المدرسية ، طرق التدريس ، وسائل تعليمية ، أنشطة علمية ، المعلم ، التلميذ ونواحي نموه المتعددة .
ý إعداد التقويم: ويشمل إعداد الوسائل و الاختبارات و المقاييس وبطاقات الملاحظة،وقوائم التقدير ، وأسئلة المقابلة الشخصية، والدرجات وغيرها من الأدوات التي تناس المجالات المراد تقويمه،ثم تهيئة من يقوم بتطبيق هذه الأدوات.
ý تنفيذ التقويم: ويقصد به التطبيق الفعلي لوسيلة التقويم وتقديمها للإجابة عليها من قبل المفحوصين كالاختبارات مثلاً، أو الاتصال بالأفراد و الجهات المختصة ورصد آرائهم ومتابعتهم للحصول على البيانات المطلوبة عن المجالات التي يرغب في تقويمها، ويتطلب تنفيذ التقويم الجيد تعاوناً من العاملين في المجال مثل الزملاء و الإداريين، للحصول إلى افضل النتائج و أدقها.
ý تحليل البيانات و استخلاص النتائج: وتعني هذه الخطوة رصد البيانات المتحصل عليها رصداً علمياً يساعد على تحليلها ومن ثم تحليلها واستخلاص النتائج منها و إصدار الأحكام.
ý التعديل سبقاً لنتائج التقويم: إن عملية التقويم لا تنتهي بمجرد إصدار الأحكام على النتائج التي توصل إليها التقويم ،وإنما يستمر التقويم إلى تقديم المقترحات المناسبة للحصول إلى الهدف المنشود من التقويم،وهو علاج المشكلات إن وجدت وإثراء مواطن القوة .
ý تجريب المقترحات و الحلول : إن الحلول والمقترحات التي تم التوصل إليها رقم 6 لا تعد اكثر من كونها افتراضات، لذلك لا بد أن تضع هذه المقترحات الحلول للتجريب للتأكد من سلامتها من جهة و لدراسة مشكلات التطبيق واتخاذ اللازم لعلاجها ومن هنا يجب ألا يستسلم المعلم بالمقترحات والحلول التي توصل إليها في التقويم وبأخذ بها على أنها نهايته و لكن يجب أن يخضعها للتجريب.
تتصف عملية التقويم الجيد بالأتي:
ý الشمول : بان يتضمن التقويم جميع جوانب النمو ( المعرفية – الوجدانية – المهارية ) كما يتضمن جميع مستويات الأهداف .
ý الاستمرارية : أن يكون التقويم مستمرا بحيث يمكن التعرف علي جوانب القوة والضعف في تعلم الدارسات أول بأول مما يكفل علاج نواحي الضعف وتدعيم جوانب القوة في الوقت المناسب.
ý تعدد وتنوع وسائل التقويم : أن يتم استخدام وسائل متنوعة في التقويم وذلك في ضوء الأهداف التي تم تحديدها وتبعا للإمكانيات المتاحة.
ý ارتباطه بالأهداف : أن يرتبط التقويم بالأهداف التي تم تحديدها للمنهج أو الوحدة أو الدرس.
التنظيم الجيد والدقة : ويساعد التنظيم الجيد لخطوات التقويم والدقة في استخدام أدوات التقويم يساعد على نجاح نتائج التقويم.
ý أن يكون التقييم اقتصاديا: ( أي أن استخدام أدوات للتقويم لا تحتاج إلى تكلفة كبيرة وفي نفس الوقت تساعد تحقيق الغرض)
ملحوظة: معظم المادة التربوية مقتبسة من بعض الكتب والمقالات الواردة في الشبكة الدولية للمعلومات إضافة إلي خبرة المحاضر التربوية.
والله أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق