الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

(97) مفهوم التربية البيئية :

تعددت تعريفات " التربية البيئية " تبعا لتعدد وتنوع وجهات النظر حولها ، ووفقا لمفهوم التربية وأهدافها من جهة ومفهوم البيئة من جهة أخرى ، فقد يبدو لبعض المربين أن دراسة البيئة بجانبيها الحيوي والطبيعي فقط تحقق تربية بيئية ، في حين يرى البعض أن التربية البيئية تتعدى ذلك المفهوم الضيق للبيئة ، وأنها عملية أكثر عمقًا وشمولاً ، ويرون أنها عملية تربوية تهدف إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيائي ، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة الطبيعية ، وضرورة استغلالها استغلالاً رشيدًا لصالح الإنسان حفاظًا على حياته الكريمة ورفع مستويات معيشته ( يعقوب الشراح ، 1986م ، ص 25 )  .
في حين تعرفها سحر فتحي مبروك أنها جهد تعليمي موجه أو مقصود نحو التعرف وتكوين المدركات لفهم العلاقة المعقدة بين الإنسان وبيئته بأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيولوجية والطبيعية حتى يكون واعيًا بمشكلاتها وقادرًا على اتخاذ القرار نحو صيانتها والإسهام في حل مشكلاتها من أجل تحسين نوعية الحياة لنفسه ولأسرته ولمجتمعه والعالم (سحر فتحي مبروك ، 2000م ، ص 43 )  .
ويقدم " وليم ستاب " stapp تعريفًا آخر للتربية البيئية أورده الجعفري على النحو التالي: " إن التربية البيئية عملية تهدف إلى توعية سكان العالم بالبيئة ، وزيادة اهتمامهم بها ، وبالمشكلات المتصلة بها وتزويدهم بالمعلومات والاتجاهات والدوافع والمهارات التي تساعدهم فرادى وجماعات للعمل على حل المشكلات البيئية الحالية ، ومنع ظهور مشكلات جديدة " ( الجعفري وآخرون ، 2002م ، ص 13 ) .
ويعتقد اللقاني وفارعة أن التربية البيئية تعنى أن نعلم الفرد كيف يتخذ قرارًا سديدًا ورشيدًا ، عندما يتعامل مع البيئة ، وهذا القرار السليم هو محصلة لمعارف ومعلومات ومفاهيم وقيم ومستوى من الوعي ومهارات معينة لابد أن يمتلكها الفرد ، من أجل أن يتخذ مثل هذا القرار السليم (أحمد اللقاني و فارعة حسن ، 1999م ، ص  43 )  .
ويعرف محب الرافعى التربية البيئية إجرائيًا " بأنها عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم ، وإثارة اهتمامهم نحو البيئة ، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها ، وذلك بتزويدهم بالمعارف ، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية ، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة "( محب الرافعى وآخرون ، 2004م ، ص 9 ) .
وتعرفها منى جاد بأنها تزويد التلاميذ بالمعلومات والحقائق عن العادات والتقاليد الإيجابية البيئية وإكسابهم الاتجاهات والقيم البيئية وتنمية مهارات اجتماعية يترتب على ذلك شخصية إيجابية متوافقة مع البيئة، أي أنها تمكن الإنسان من التعامل بصورة سوية وواعية مع النظم البيئية المحيطة به من خلال فهم ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجة للتفاعل بين جوانبها البيولوجية والطبيعية والاجتماعية والثقافية ( منى جاد ، 2003م ، ص 96 ) 
وقد أوضح المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا  أن التربية البيئية تهدف إلى جعل الأفراد والجماعات يتفهمون الطابع المعقد للبيئة الطبيعية والبيئية التي صنعها الإنسان ، ويكتسبون المعارف والقيم والمواقف والمهارات العملية اللازمة للمشاركة المسئولة والفعالة في حل مشكلات البيئة ( المجلس القومي للتعليم ، 1999م ، ص 72 ).
ويعرف النجدي " التربية البيئية " على أنها عملية يتم من خلالها توعية الأفراد والجماعات ببيئتهم وتفاعل عناصرها البيولوجية والفيزيائية والاجتماعية ، والثقافية ، فضلاً عن تزويدهم بالمعارف والقيم والمهارات والخبرة ، بل بالإدارة التي تيسر لهم سبل العمل فرادى وجماعات ، في حل مشكلات البيئة في الحاضر والمستقبل وينبغي أن تكون هذه التربية هادية لا لسلوك الناس وحدهم وإنما أيضًا لسلوك المسئولين الذين تتأثر البيئة بقراراتهم  (أحمد النجدي ، 2003 م ، ص 538 ) .  
في حين يعرفها طعيمة بأنها " عملية إعداد الإنسان للتفاعل الصحيح مع بيئته الطبيعية بما تشمله من موارد مختلفة ، وتتطلب التربية البيئية تنمية المهارات التي تمكن الإنسان من الإسهام في حل ما قد تتعرض له بيئته من مشكلات وما قد يهددها من أخطار ، وتستلزم التربية البيئية تكوين الاتجاهات والقيم التي تحكم سلوك الإنسان إزاء بيئته وإثارة ميوله واهتماماته نحو هذه البيئة ، وإكسابه أوجه التقدير لأهمية العمل على صيانتها والمحافظة عليها ( رشدي طعيمة ، 2002م ، ص595 )  .
ويعرفها محمد صابر سليم بأنها " العملية المنظمة لتكوين القيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لفهم العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بالبيئة ، ولاتخاذ القرارات المناسبة المتصلة بنوعية البيئة ، وحل المشكلات القائمة ، والعمل علي منع ظهور مشكلات بيئية جديدة  ( صابر سليم ، 1999م ، ص 28 )  .
  ويتضمن تعريف التربية البيئية كما يراها محمد السيد جميل ستة عناصر أساسية هي :
·       أنها جهد تعليمي مقصود ، ويتضمن أهداف واستراتيجيات وتقويم .
·       تكوين المدركات والفهم لطبيعة المشكلات البيئية المعقدة بتفاعلاتها وعلاقاتها.
·       تكوين القيم والاتجاهات للمحافظة على البيئة وصيانة مواردها .
·       القدرة على الشراكة مع غيره في التنمية الشاملة والمحافظة على البيئة .
·       تحقيق أهداف التنمية المستدامة .
·       تحسين نوعية الحياة. ( محمد السيد جميل ، 2003 م ، ص 6 )

ليست هناك تعليقات: