الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

(89) رابعًا : التفكير الإبداعي (الابتكاري) وقدراته:


التفكير الإبداعي عملية عقلية يمر بها التلميذ بمراحل متتابعة ، بهدف إنتاج أفكار لم تكن موجودة من قبل ،من خلال تفاعله مع المواقف التعليمية المتضمنة في المنهج ، وتتم في مناخ يسوده الاتساق والتآلف بين مكوناته ( أحمد اللقاني و علي الجمل ، 2003، ص131).
ويعرفه أحمد عزت راجح بأنه تفكير توليدي للأفكار يتميز بالخبرة و الأصالة والمرونة والطلاقة والحساسية للمشكلات والقدرة على إدراك الثغرات والعيوب في الأشياء وتقديم حلول أصيلة للمشكلات ، وأن الإبداع أو الابتكار هو إيجاد حل جديد وأصيل لمشكلة علمية أو عملية أو فنية أو اجتماعية ، ويقصد بالحل الأصيل الحل الذي لم يسبق صاحبه فيه أحد(أحمد عزت راجح،1999م ،ص 360 )  .
وقد حدد علماء التربية قدرات التفكير الإبداعي ( الابتكاري ) :
 ( راشد الكثيري ومحمد عبد الله النذير ،2000 م) ، ( علاء الدين كفافي ،2000 م) ،  ( محمد علي نصر ، 2000 م ) ، ( راشد الكثيري وعبد الله حسين العايد ، 2000 م) ،  ( فتحي مصطفي الزيات ، 2002م) ، ( أحمد اللقاني و علي الجمل ، 2003 م) ( حسن زيتون ،2003م ) ، ( إسماعيل عبد الفتاح ، 2005 م ) ،( ناديا السرور ،2005م) ،  ( فوزية النجاحي، 2005م) ، ( مجدي عزيز،2005 م ) ، ( صلاح الدين علام ،2006 م)  كما يلي :
1- الأصالة  (الجدة) Originality  :
هي القدرة على إنتاج أفكار تستوفي شروط معينة في موقف معين ، بحيث تكون هذه الأفكار نادرة من الوجهة الإحصائية ، أو أفكار ذات ارتباط غير مباشر وبعيدة عن الموقف المثير ، أي إنتاج متفرد بالنسبة للمجموعة المرجعية التي ينتمي إليها الفرد ، جديدة ، نادرة ، مدهشة ، غير مألوفة ، قليلة التكرار .
2- المرونةFlexibility) ):
هي القدرة على تغيير وجهة نظره في المشكلة التي يعالجها بالنظر إليها من زوايا مختلفة .
3- الطلاقة (Fluency  ) :
هي القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة محددة ، بمعنى إنتاج العديد من الاستجابات أو الحلول للأسئلة أو المشكلات مفتوحة النهايات .
4- الحساسية للمشكلات (Sensitivity to Problem  ) :
هي قدرة الشخص على رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد الذي قد لا يرى فيه شخص آخر أية مشكلات .
5- الإفاضة ( التفاصيل أو التوسع أو الإتقان Elaboration ( :
وتعنى القدرة على إتقان أو إحكام التفاصيل المتعلقة بفكرة ما وتطويرها وجعلها قابلة للتنفيذ.
6- التخيل أو التصور البصري Visualization) ) :
وتتمثل في القدرة على التخيل أو المعالجة العقلية للصور والأفكار والتوليف بينها من زوايا وجوانب متعددة داخلية وخارجية، بحيث ينظمها في صور لا خبرة للفرد بها من قبل.
7- التحويلات ( Transformation ) :
وتتمثل في القدرة على تغيير الأشياء  أو الأفكار التقليدية إلى أشياء أو أفكار جديدة بهدف الوصول إلى معاني أو تطبيقات أو تضمينات أو منظومات أو اشتقاقات أو توليفات جديدة .
8- الحدس (Intuition ) :
وتتمثل في القدرة على إدراك ورؤية العلاقات وعلى استنتاجات أو تخمينات اعتمادًا على معلومات جزئية أو ناقصة .
 9- التركيب ) Synthesis ) :
وتتمثل في القدرة على تجميع الأجزاء أو الأفكار التي تبدو أقل ارتباطًا في تراكيب أو أبنية أو توليفات جديدة .
10- التقويم (Evaluation ):
وهي عملية استمرار معالجة الفكرة بشكل متعاقب ومستمر بالتحليل والتحقيق والتجريب والاختبار العملي .
11- سرعة البديهة (Intuition):
وتبدو في الإضافات التي يضيفها الفرد على الفكرة الواحدة ليجعل منها فكرة معقدة متشعبة مليئة بالاستجابات، كالتعليقات على الرسوم والصور والأشكال ، مثل : أغرب تعليق ، أطرف تعليق .
12 – الاحتفاظ بالاتجاه ومواصلته Maintaining Direction :
        وهي تعني مقاومة المشتتات، وأن يظل المبدع موجهًا نحو حل المشكلة الأصلية.
13 – تحليل المضمون   Content Analysis:
هو أسلوب بحث يطبق للوصول إلي وصف كمي هادف ومنظم للمضمون المراد تحليله، بغرض التوصل إلي مدى شيوع ظاهرة أو فكرة أو أكثر في المضمون محل التحليل .
14 - القدرة على الغلق Closure:
وهي تعني تأجيل إتمام مهمة معينة لمدة زمنية تسمح بالتأجيل من أجل إمكانية التوصل إلي إنتاج أفكار أصيلة.
ويرى فتحي الزيات أن التفكير الابتكاري له ثلاث جوانب هي :
التفكير الابتكاري كقدرةAbility  :  أي القدرة على تخيل أو اختراع أو إبداع شيء جديد أي أنها القدرة على توليد أفكارًا أو نواتج جديدة عن طريق التوليف ، أو التعبير ، أو الاشتقاق ، أو التوليد ، أو إعادة التركيب أو الصياغة لأفكار أو نواتج موجودة .
التفكير الابتكاري كعملية  A process  : أي العمل الجاد لتحسين وتجويد أفكارهم وإنتاجهم وحلولهم ، ورؤاهم لمختلف القضايا والمشكلات حولهم ، ولديهم استعداد طبيعي لاشتقاق وتوليف الأفكار الجديدة ، وتوظيفها ، واختبار ممكناتها ، ويملكون مرونة الرؤى.
 التفكير الابتكاري كاتجاهAn Attitude  : أي الميل والاتجاه الايجابي لدى الفرد نحو تقبل الجديد ، وغير المألوف ، أو غير العادي ، والاستمتاع به ، والتسامح معه ، ومعايشته ، والانفتاح على الخبرات الجديدة ، وتحمل الغموض  ( فتحي مصطفي الزيات ، 2002م ، ص ص 76 : 79 )  .
مستويات التفكير الإبداعي ( الابتكاري ):
هناك  خمس مستويات للتفكير الابتكاري :
( سناء حجازي ، 2001م) ، ( آمال صادق و فؤاد أبو حطب  ، 2005 م ) ، ( مجدي عزيز ، 2005 م) وهي:
-   مستوى الابتكارية التعبيرية Expressive  : مثل الرسوم التلقائية للأطفال وتتمثل في التعبير المستقل دون حاجة إلى مهارة أو أصالة أو نوعية إنتاج .
-   مستوى الابتكار الإنتاجي Productive  : حيث يظهر الميل إلى تقييد وضبط النشاط الحر التلقائي وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة .
-   مستوى الابتكار الاختراعي Inventive : أهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية .
-   مستوى الابتكار الابداعى : هو مستوى لا يظهره إلا قليل من الناس ، ويتطلب تعديلاً هامًا في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانًا كليًا في الفن أو العلم أو الأدب .
-   مستوى الابتكارات المنبثقة Emergencies   : في هذا المستوى نجد مبدأً أو افتراضًا جديدًا تمامًا ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجديدًا.
مراحل العملية الابتكارية:
أجمعت معظم الأدبيات في هذا المجال على أربعة مراحل للعملية الابتكارية (سناء حجازي ، 2001م ) ، ( فتحي الزيات ، 2002م) ( رشاد موسى و سهام خطاب  ، 2004م) ( إسماعيل عبد الفتاح ، 2005م) ( مجدي عزيز ،  2005 م) وهي :
مرحلة الإعداد Preparation) ):  فيها يتم تجميع البيانات والحقائق التي يحتاجها الفرد وتسبق هذه المرحلة تحديد المشكلة .
مرحلة الكمون ( التحضين )Incubation : حالة استرخاء عقلي و فيها لا يبذل المفكر جهدًا للوصول إلى حل للمشكلة ، بل يترك الموقف عقليًا حتى يأتي الحل تلقائيًا .
مرحلة الومضة (Illumination) أو الاستبصار Insight) ): حيث يفاجأ المفكر بظهور الحل ، ويسمى أيضًا بالإلهام ، ويأتي أحيانًا ، بعد فترة من النوم أو المشي .
مرحلة التقويم Evaluation) ):  حيث يخضع الإنتاج لعملية التقويم. 

ليست هناك تعليقات: