الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

(86) تنمية التفكير والتكنولوجيا


انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين مفهوم " التكنولوجيا " من جهة وبين " تنمية التفكير" من جهة أخرى كما يتضح من خلال المحور السابق ، ونظرًا لأهمية هذا البُعد في الدراسة الحالية وخاصة عند إعداد التصور المقترح لمنهج التكنولوجيا وتنمية التفكير ، كان من الضروري تناول التفكير ابتداءً من : التفكير كمفهوم ، خصائصه ، مستوياته ، مهاراته ، التفكير كهدف تربوي رئيس ، اتجاهات تعليمه وتنميته ، وانتهاءً بالاستراتيجيات التي يمكن أن تنمي التفكير .
ونظرًا لأهمية تعليم التفكير فقد اعتبره التربويون هدفًا رئيسيًا من أهداف التربية ، ومحورًا لأساليب التدريس في العديد من المناهج الدراسية ( فهيم مصطفي ، 2002م ، ص2) .
بل إن معظم التربويين ونظرًا لاتفاقهم على الأهمية القصوى لتعليم التفكير اعتبروا أن الهدف الأول والأساسي للتربية هو تعليم التفكير للتلاميذ ، لذا يؤكد هؤلاء على الأهمية الكبرى لتضمين ما ينمى عمليات التفكير ومهاراته وأبعاده ضمن المناهج الدراسية ، ويعتقدون أن مكونات التفكير من مهارات وعمليات ينبغي أن تركز عليها كل البرامج والمناهج والخبرات والأنشطة التي تقدم للتلاميذ في مختلف مراحل التعليم ( ليلى كرم الدين ، 2002م ، ص ص 21 : 25 ).
ويتبنى السيد ياسين سياسة تعليمية تقوم على عنصرين أولهما التحول الجذري للعملية التعليمية من عملية تقوم علي التلقين وتقوية الذاكرة إلي عملية تقوم على الحوار والنقاش وتشجيع الابتكار ( السيد ياسين ، 2005م ، ص339 ).
لذلك طالبت ناديا هايل السرور كل مَدرسة أن تعلم وتدرس التفكير ، و أن تعمل على تطوير القدرات العقلية ، والإبداعية عند التلاميذ ، وأن تدرس موضوعات من شأنها أن تثير العقل وتحفزه وتدربه على التفكير ، وأن لا تتخذ مضمون المواد الدراسية كحقائق ثابتة مٌسلم بها ، وإنما يكون التفكير جوهرها لاكتساب المعرفة وتنظيمها ومن ثم توظيفها   ( ناديا السرور ، 2005م ، ص 19 )  .

ليست هناك تعليقات: