الاثنين، 17 نوفمبر 2014

(39)  إعداد التصور المقترح لمنهج العلوم المطور للصف الأول الإعدادي في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة:




انطلاقًا من أن المنهج هو مجموعة الخبرات المتنوعة التي تقدمها المدرسة إلى التلاميذ داخل المدرسة وخارجها؛ لتحقيق النمو الشامل المتكامل في بناء البشر، وفق أهداف تربوية محددة، وخطة علمية مرسومة جسمانيًا وعقليًا ونفسيًا واجتماعيًا، ولا تقتصر مكونات المنهج على محتوى المادة الدراسية، بل تتسع لتشمل معايير المنهج ومحتواه وطرق التدريس، وأساليبه والوسائل التعليمية والأنشطة وعملية التقويم ( فتحي يونس وآخرون، 2004، ص17).
واستناداً إلي الإطار النظري والدراسات السابقة والاتجاهات العالمية في مجالات الذكاءات المتعددة وتنمية المفاهيم والقيم مهارات اتخاذ القرارات البيئية، وفي ضوء مراجعة محتوى منهج العلوم للصف الأول الإعدادي، وفي ضوء قوائم المفاهيم، والقيم، ومهارات اتخاذ القرارات البيئية التي يلزم تضمينها في منهج العلوم للصف الأول الإعدادي، وفي ضوء وثيقة منهج العلوم للصف الأول الإعدادي أمكن وضع التصور المقترح لمنهج العلوم المطور وفقًا للخطوات التالية:
ý     تحديد خصائص نمو تلاميذ الصف الأول الإعدادي ومقتضياتها التربوية.
ý    تحديد معايير ومؤشرات منهج العلوم المقترح في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة لتنمية بعض المفاهيم والقيم ومهارات اتخاذ القرارات البيئية لدى دارسيه.
ý     تحديد محتوى المنهج المطور في صورة وحدات وموضوعات رئيسة وفرعية.
ý     تحديد طرق التدريس التي تناسب تدريس موضوعات المنهج.
ý     تحديد الأنشطة والوسائل التعليمية /التعلمية المناسبة لتدريس هذا المنهج.
ý     تحديد أساليب التقويم المناسبة للمنهج.

وسوف نتناول مراحل إعداد التصور المقترح بالشرح والتفصيل فيما يلي:
1)      تحديد خصائص نمو تلاميذ الصف الأول الإعدادي ومقتضياتها التربوية
يعتقد معظم خبراء التربية بضرورة مراعاة خصائص نمو التلاميذ عند الشروع في تصميم أي منهج، فعندما تؤخذ طبيعة المتعلم، وخصائص نموه، وميوله وحاجاته واستعداداته في الاعتبار أثناء عملية تخطيط أو تصميم المنهج، تكون الفرصة أكبر لتخطيط أفضل، من حيث الخبرات التي يتضمنها المنهج، لذلك كان من الضروري أن يراعى المنهج خصائص نمو التلاميذ في كل مرحلة؛ ليساعدهم على النمو بصورة متكاملة، ويهيئ لهم القيام بعمليات التعلم المختلفة بصورة فعالة، وسوف نعرض فيما يلي لخصائص نمو تلاميذ المرحلة الإعدادية وأهم مقتضياتها التربوية:
ý    الخصائص المتصلة بالنمو الجسمي:
يتميز معظم تلاميذ الصف الأول من المرحلة الإعدادية بمجموعة من الخصائص الجسمية اتفقت عليها معظم الكتابات:( علاء الدين كفافي، 1997)، (عبد الرحمن عدس ومحي الدين توف،1997 )، ( أحمد عزت راجح، 1999)، (رجب الكلزة وآخرون، 2000 )، (هدى مصطفي وأحمد العمري، 2003)، ( علاء الدين كفافي، 2010، ص ص 182:171 )، (جابر عبد الحميد،2010، ص ص 144 : 146), في هذا المجال ومن أهم هذه الخصائص.
1.       النمو السريع والتغيرات الجسمية الظاهرة كالزيادة في الطول والوزن.
2.       عادة ما تكون البنات أطول وأثقل من الأولاد عند بداية مرحلة المراهقة.
3.       تنمو الأعضاء التناسلية والوظائف والصفات الجنسية تدريجيًا.
4.       أحيانا ما يسبب النمو غير المتجانس عدم تناسق أطوال الأيدي والأرجل والأقدام.
5.       زيادة في معدلات نمو القوة.
ý    الخصائص المتصلة بالنمو العقلي:
لا يقل النمو العقلي أهمية عن النمو الجسمي أو الانفعالي أو الاجتماعي، إن لم يزد، فهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببقية أبعاد الشخصية الإنسانية، الأمر الذي له دلالته بالنسبة لاختيار الخبرات التعليمية الداخلة في بناء المنهج، وتتمثل خصائص النمو العقلي لتلميذ المرحلة الإعدادية كما وردت في العديد من الدراسات: (رجب الكلزة وآخرون،2000، ص ص 156: 158)، (هدى مصطفي وأحمد العمري،2003، ص363 )، ( علاء الدين كفافي،2010، ص ص 202:182 )، (جابر عبد الحميد،2010، ص ص 154 : 157), وكانت على النحو التالي:
1.     يستطيع المراهق أن يفكر تفكيرًا منطقيًا غير مرتبط بالضرورة بالواقع، فيمكنه فرض الفروض وطرح الأفكار حتى في غياب شواهد مادية.
2.       تزداد لدى المراهق القدرة على حل المشكلات.
3.       يمكنه إدراك أنواع العلاقات بين المتغيرات ويفهم المضامين ويستطيع تبرير الأفكار والتعامل مع العلاقات المعقدة والمتشابكة.
4.       يمكنه القيام بتحليل الأفكار على أسس عقلية وليس عن طريق المحاولة والخطأ.
5.       تزداد قدرة المراهق على التعميم والتجريد وإدراك المفاهيم المعنوية.
6.     تعد مرحلة المراهقة المحطة النهائية للنمو العقلي للمراهق فيتطور نمو الذكاء وتصبح القدرات العقلية أكثر دقة في التعبير مثل القدرة اللفظية والعددية.
7.       زيادة قدرة المراهق على التحصيل والاستيعاب واكتساب المهارات ويصبح التعلم منطقيا بعيدًا عن أسلوب التعلم بالمحاولة والخطأ.
8.      تنمو قدرة المراهق على الانتباه من حيث المدى والمستوى وكذلك القدرة على التذكر والاستدعاء والتعرف والتخيل المجرد المبنى على الألفاظ.
9.       يستطيع أن يفكر في ضوء رموز مجردة فهو يبدو متحررًا من قيود الحيز والزمان.
10.   يهتم المراهق بما هو كائن مضافًا إليه " ما يمكن أن يكون ".
ý    الخصائص المتصلة بالنمو الانفعالي:
أوضحت العديد من الكتابات:( علاء الدين كفافي، 1997)، (هدى مصطفي وأحمد العمري، 2003، ص ص 367: 369) ، ( علاء الدين كفافي، 2010، ص ص225:207 )، (جابر عبد الحميد، 2010، ص ص 149 : 154), خصائص النمو الانفعالي لتلميذ المرحلة الإعدادية كما يلي:
1.       يظهر المراهق اهتمامًا كبيرًا بمظهره وملابسه وصحته وذلك لجذب انتباه الجنس الآخر.
2.       يبدى اهتمامًا بمستقبله وإعداده المهني.
3.       يزيد اهتمامه بالأمور الواقعية وبالمشكلات الجارية في مجال حياته.
4.       يكون في حاجة لفهم ذاته وفهم الكون المحيط به.
5.       يشعر برغبة ملحة في أن يعرف معلومات عن الجنس من مصادر يطمئن إليها.
6.       انفعالاته عنيفة لا تتناسب مع مثيراتها.
7.       الخجل والميول الانطوائية والتمركز حول الذات نتيجة للتغيرات الجسمية.
8.       الشعور بالذنب وخاصة تجاه المشاعر المتعلقة بالجنس.
9.       أحلام اليقظة لإشباع أدائه، ومتنفس لرغباته التي يصعب تحقيقها في الواقع.
ý    الخصائص المتصلة بالنمو الاجتماعي:
أوضحت العديد من الكتابات:( علاء الدين كفافي، 1997)، (عبد الرحمن عدس ومحي الدين توف، 1997 )، ( أحمد عزت راجح، 1999)، (رجب الكلزة وآخرون، 2000 )، (هدى مصطفي وأحمد العمري، 2003)، ( علاء الدين كفافي، 2010، ص ص 182:171 ).
 أهم خصائص النمو الاجتماعي لتلميذ المرحلة الإعدادية كما يلي:
1.       اتساع مفهوم الفرد عن نفسه في إطار المجتمع الذي يعيش فيه.
2.       التأثر بالشخصيات الأخرى وبالتالي الميل نحو اتخاذ مثل أعلى له.
3.       الاهتمام بالجنس الآخر والرغبة في لفت نظره.
4.       يحاول المراهقون الاستقلال والبعد عن الاعتماد على الآباء وسيطرتهم.
5.       الاهتمام بالمظهر الشخصي في اختيار الملابس والألوان الزاهية الجاذبة للأنظار.
المقتضيات التربوية فيما يتعلق بخصائص نمو تلاميذ المرحلة الإعدادية:
إذا كان من الضروري مراعاة خصائص نمو التلاميذ عند الشروع في تخطيط وتصميم أي منهج، فإن العديد من الدراسات: (أحمد عزت راجح، 1999، ص ص 528: 534)، (عادل الأشول، 1999، ص61، ص ص 507: 602)، (رجب الكلزة وآخرون، 2000م، ص ص 151، 152)، (هدى مصطفي وأحمد العمري، 2003، ص ص 351: 372)، ( علاء الدين كفافي، 2010، ص ص 292:274 )، (جابر عبد الحميد،2010، ص 76), أوردت بعضًا من المقتضيات التربوية التي يجب مراعاتها في ضوء خصائص نمو تلاميذ المرحلة الإعدادية حيث أوردت:
ý    بالنسبة لمجال النمو الجسمي:
·       مواجهة مشكلات النمو الجسمي التي قد يعانى منها المراهق.
·       مساعدة التلميذ على فهم التغيرات الجسمية التي يمر بها.
·       الاهتمام بكيفية المحافظة على الصحة العامة.
·       دراسة الهرمونات وعلاقاتها بالسمنة أو النحافة أو الأقزمة أو العملقة.
·       مناقشة مشكلات التدخين والسهر وتناول المخدرات وما يترتب عليها من أضرار.
ý    بالنسبة لمجال النمو العقلي:
·       تدريب الطالب على أسلوب حل المشكلات والتفكير العلمي.
·       تنمية القدرة على التفكير الناقد وفرض الفروض وتفسير النتائج والتقويم.
·       دراسة البيئة وتعرف مكوناتها ومواردها وكيفية استغلالها والعمل على تحسينها.
·       الاهتمام بمشكلات المجتمع ودور العلم والعلماء في حلها.
·       تنويع الأنشطة لتلائم ميول واهتمامات واتجاهات الطلاب.
·       العمل على تنمية كثير من الاتجاهات مثل الأمانة العلمية والمثابرة والرغبة في الإصلاح.
ý    بالنسبة لمجال النمو الانفعالي:
·       مناقشة مشكلات الصحة العامة للفرد وطرق المحافظة على القوام واختيار الغذاء.
·       مناقشة مشكلات المستقبل المهني.
·       تنمية ميول علمية متنوعة مثل القراءة وجمع المعلومات.
·       دراسة البيئة المحيطة والظواهر والعلاقات المختلفة بين الكائنات الحية.
·       تناول المشكلات الجنسية بأسلوب علمي على أنها أمر طبيعي في حياة أي كائن حي.
ý    بالنسبة لمجال النمو الاجتماعي:
·       تنمية الثقة بالذات والإحساس بالهوية.
·       العمل على تحقيق الاستقلال الانفعالي عن الوالدين.
·       استكشاف الميول والقدرات واختيار العمل المناسب.
·       تكوين نظام من القيم والمثل التي تؤهله للأدوار الاجتماعية.
·       إتاحة فرص العمل التعاوني أثناء تصميم التجارب وتركيب وضبط الأجهزة.
·       تهيئته ليكون قادرًا على صنع القرار.

ليست هناك تعليقات: