معظم الدراسات التربوية التي تناولت التربية البيئية
كانت دائمًا تحاول الإجابة عن سؤال يقول : لماذا
التربية البيئية ؟ وتمحورت الإجابة عن هذا السؤال حول
المبررات التالية :
o تزايد المشكلات
البيئية وتفاقمها وتعقدها بصورة شديدة بمرور الزمن ، وما تبع ذلك من ضرورة
الاهتمام بالتربية البيئية ( سهير حجاب ، 1998م ، ص 82 ) .
o
الثورة العلمية
والتكنولوجية التي تعد سلاحًا ذا حدين ، فقد استفاد منها الإنسان من ناحية ولكن
كانت لها آثارها المدمرة من ناحية أخرى ، مما أوجد مشكلات بيئية غاية في الخطورة ،
فالإنسان هو صاحب الابتكارات العلمية والتكنولوجية التي أدت إلى زيادة مشكلة
استنزاف موارد البيئة ، وتكشف هذه المشكلات أن الإنسان " هو مشكلة البيئة
الأولى ، لذا أصبح من الضروري أن يتجه الجهد إلى تربية الإنسان تربية بيئية "
(أحمد اللقاني و
فارعة حسن ، 1999م ، ص ص 64 : 65 )
هذا
بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المبررات منها :
o
تدارك الوضع البيئي
الراهن واتخاذ التدابير اللازمة لتنمية العلاقات الإيجابية بين الإنسان وأقرانه
وبينه وبين عناصر البيئة المحيطة ، و تنامي الخبرة الإنسانية واتساع مجالاتها في
معرفة آثارالمخلفات الصناعية والتكنولوجية بشكل عام ، المؤثرات البيئية وخصائص
انتقالها بين البيئات المتقاربة (ممدوح الجعفري وآخرون ،2002م ، ص ص 50 : 51 ).
o
كما
أن الناس بحاجة إلى تربية بيئية يفهموا من خلالها الوظائف الأساسية وصولاً إلى
إنتاج الغذاء ، والعثور على الماء ، وحماية أنفسهم من تقلبات الجو ، والحقيقة أن
المجتمع والطبيعة يتفاعلان ، بعضهما مع بعض ، ويؤثر كل منهما في الآخر ، وإلى فهم
العلم والتكنولوجيا لتشكيل العالم الحديث ودوامه ، وهذا يجعلنا نؤكد على أن هناك
حاجة كبيرة إلى تربية بيئية بهذا الشكل في نظامنا التعليمي ومناهجنا التعليمية .
(
جيهان كمال و محب الرافعى ، 1994م ، ص ص 9 : 10 )
o
هذا وقد أوضح النجدي
أن الإنسان بلغ في تأثيره على بيئته
وقدرته على تغييرها وإحداث الخلل في علاقتها الطبيعية مراحل تنذر بالخطر إذ تجاوز
في بعض الأحوال قدرة النظم البيئية الطبيعية على الاستيعاب وعلى الاحتمال ، وإحداث
اختلالات بيئية تكاد تهدد حياة الإنسان نفسه ومدى قدرته على البقاء على سطح الأرض
هذا بالإضافة إلى تعاظم تأثير الإنسان بما استحدث من تكنولوجيات وطاقات لم يكن
للبيئة الطبيعية عهد بها من قبل.
(أحمد
النجدي ، 2003م ، ص 536 )
ويرى محب الرافعي
أسبابا أخرى من دواعي التربية البيئية هي :
o
التعلم من تجارب
الآخرين لتجنب أخطائهم والإقتداء بما حققوه من نجاح .
o
التنبؤ بالكوارث
البيئية وتجنبها .
o
الإفادة القصوى من
الموارد الطبيعية وإدارتها بكفاءة وإنتاجية .
o
القدرة على تنفيذ
السياسات، كعادة التشجير وإعادة التدوير .
o
توفير الأموال بتجنب
التلف البيئي بدلاً من الاضطرار إلى إصلاحه فيما بعد .
o
تنمية الفهم العام
الذي يمنع الذعر والمبالغة فيما يتعلق بالقضايا البيئية .
o
تأمين بيئة يشعر
الإنسان فيها بأنها تثريهم ، كما يشعرون بالأمن ، والارتباط بها.
(
محب الرافعى وآخرون ، 2004م ، ص 16 )
أوصت
ندوة "نحو تربية بيئية أفضل " ( 2003 ) بعدة توصيات مهمة في مجال
التربية البيئية منها : وضع خطة منظمة من
خلال البرامج الدراسية تتبنى عددًا
من المحاور المقصودة التي تشمل أهم
المفاهيم البيئية في المراحل التعليمية المختلفة ، من أجل الحفاظ على البيئة
ومقدراتها وصيانتها وتطويرها، واقترحت آلية لتنفيذ ذلك مثل دمج المفاهيم البيئية
في المناهج ، وإعداد وحدات دراسية تتناول بعض القضايا في البيئة المحلية ، وتعميم
مقرر مستقل للتربية البيئية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق