يعتبر مفهوم الإدارة الصفية مفهوم مركب يجمع بين عالمين هما عالم الإدارة المتسم بالشمولية والعمومية وخصوصية الاتصال بحقل الإدارة العامة وإدارة الأعمال ، وعالم التربية المتسم بخصوصية تختلف إلى حد ما عن عالم الإدارة ، والذي يجمع العالمين هو العنصر البشري ( الإنسان) ذلك المخلوق الذي تدخل مجموعة اعتبارات في التفاعل والتعامل معه فتجعل من إدارته وتوجيهه عملية ليست بالسهلة ولا تتخذ صفة النمطية .
وتعرّف إدارة الصف بأنها مجمل عمليات التوجيه والقيادة ، والجهود التي يبذلها المعلم والمتعلمون في غرفة الصف ، وما ينشأ عن هذه الجهود من أنماط سلوكية، والأصل في هذه الجهود أن تعمل على توفير المناخ أو الجو الملائم لبلوغ الأهداف المخططة ، ولتحقيق هذه الجهود لا بد من تحديدأدوار المعلم والمتعلمين وتنظيم البيئة الصفية بما فيها من مقاعد وأدوات وأجهزة لجعل عملية التعليم أمراً ممتعاً وهادفاً.
أهمية الإدارة الصفية :
تكمن أهمية الإدارة الصفية الفعالة من خلال عملية التعليم الصفي والتي تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المعلم وتلاميذه ، ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظمة ومحددة تتطلب ظروفاً وشروطاً مناسبة تعمل الإدارة الصفية على تهيئتها ، كما تؤثر البيئة التي يحدث فيها التعلم على فعالية عملية التعلم نفسها ، وعلى الصحة النفسية للتلاميذ ، فإذا ما كانت البيئة التي يحدث فيها التعلم بيئة تتصف بتسلط المعلم ، فإن هذا يؤثر على شخصية تلاميذه من جهة ، وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التعليمي من جهة أخرى
ويتعرض الطالب عادة لاكتساب اتجاهات مثل الانضباط والمحافظة على النظام ، وتحمل المسؤولية ، والثقة بالنفس وأساليب العمل التعاوني ، وطرق التعامل مع الآخرين ، واحترام الآراء والمشاعر للآخرين ، ويستطيـع التلميذ أن يكتسب مثل هذه الاتجاهات إذا ما عاش في أجوائها ، وأسهم في ممارستها ، وهكذا فمن خلال الإدارة الصفية يكتسب التلميذ مثل هذه الاتجاهات في حالة مراعاة المعلم لها في إدارته لصفه .
ينتج الصف ذو الإدارة الصفية الفاعلة معدلاً عالياً من الانهماك في العمل الصفي ويضمن توفير قدر من تنظيم المواد والأدوات التعليمية واستعمالاتها ، والانتقال من نشاط إلى آخر ، وتوفير الوقت والمكان والإجراءات المناسبة لتنفيذ المنهاجتساعد غالباً بضبط الصف وحفظ النظام فيه ، ووضع الأنظمة والقوانين وتطبيقها تسهم في تقليل اعتماد الطلبة على المعلم باتخاذ إجراءات مناسبة لاستخدام المواد التعليمية واستعمال الوقت والمكان المتاحين.
وخلاصة القول أنه اذا ما أريد للتعليم الصفي أن يحقق أهدافه بكفاية وفاعلية ، فلابد من إدارة صفية فعالة.
عناصر الإدارة الصفية الفاعلة :
1. 1. التخطيط(البرمجةواتخاذ القرارات):
يمثل التخطيط الرؤية الواعية الشاملة لعناصر العملية الإدارية ، وفيه يتخذ المعلم قرارات عدة منها قرارات منهجية متعلقة بتعليم الطلاب وقرارات تعليمية متعلقة بالخبرات التعليمية المتوفرة في غرفة الصف ، وتعتبر برمجة الأنشطة التعليمية من المهام الأساسية للتخطيط ، ومن المعتاد أن يتم التخطيط في غياب الطلاب ، وفي حالة مشاركتهم يبقى التخطيط المسبق جزءاً ضرورياً للمعلم ، وتجدر الإشارة إلى أن التخطيط لا يحذف كل الأحداث غير المتوقعة ، بينما بدون التخطيط تكون كل الأحداث غير متوقعة.
1. 2. التنظيم:
إن مهمة التنظيم الأولية تكوين مجموعات صغيرة من الطلاب وتعرفهم بالتعليمات والقوانين ، واتخاذ الترتيبات لتنفيذ الخطط ، وكون التخطيط بين ما الذي سيحدث في غرفة الصف ليس إلاّ شيئاً واحداً ، فهو الاستعداد لكل شيء يمكن أن يحدث بصورة أو بأخرى . والمنطق جانب مهم من جوانب الإعداد فهو يشمل توفير وصيانة وتوزيع الأدوات والأجهزة ، وفي كثير من الأمثلة تطوير المواد التعليمية بشكل فعلي.
1. 3. التنسيق:
لا يقتصر التنسيق في غرفة الصف على ترتيب حركة الأفراد والمجموعات ، بل يتعلق بأمور أخرى مثل حركة المشاركين والمصادر والمكان والاستخدام الأمثل للموارد المادية المتاحة ، والانتقال السهل من نشاط إلى آخر ، فعندما يهدف التنسيق اتخاذ ترتيبات جيدة وإنجاز الخطط بفاعلية فهو يعمل على تنظيم مشاركة الأفراد وتنسيق أدوارهم واستبعاد كل ما من شأنه توليد التناقضات والمنافسات غير الإيجابية فيما بينهم وأخذ الاحتياطات اللازمة للأمور الطارئة ومعالجتها في حالة حدوثها .
1. 4. .التوجيه والضبط:
يشبه هذا العنصر التنسيق من حيث توجيه الأفراد لتطبيق القوانين والتعليمات بما يعود بالنفع عليهم ويزيد من فاعليتهم ، كما أنه يشبه التنسيق من حيث إنجاز مهمة التخطيط والسيطرة على الأمور التي تحدث في غرفة الصف، وفي التربية ، يعتبر إعطاء الإرشادات والتعليمات أكثر قبولاً من التوجيه والإرشاد على شكل أوامر ، ويعتبر ضبط الصف وسلوك الطلاب من مهام التوجيه ، لكن يميل البعض إلى اعتبار الضبط مهمة مختلفة من الناحية الإدارية عن التوجيه ، إن الضبط يساعد في تنفيذ الخطط والسياسات والقوانين بشكل جيد في غرفة الصف .
1. 5. الاتصال:
يتقاطع الاتصال مع كل عناصر العملية الإدارية ، وهو يشمل الاتصال اللفظي وغير اللفظي والكتابي التي تعمل على تحقيق أهداف إدارة الصف ، ويتم الاتصال بين الطلاب والمعلمين لتخطيط وتنسيق جهودهم ، كما يتم الاتصال مع الوالدين عن طريق كتابة التقارير الاجتماعية والشخصية، وفي مستويات أعلى لبناء التنظيم لمختلف التقارير الرسمية.
1. 6. القيادة:
القيادة هي النشاط التخصصي الذي يمارسه شخص للتأثير في الآخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في تحقيقه ، فالمعلم القائد هو المؤثر الذي يقود طلابه إلى بر الأمان ويجعلهم يتعاونون معه وفيما بينهم لتحقيق الأهداف المنشودة بثقة وود واحترام دون قسر أو إرهاب ، فالمعلم القائد هو الذي يؤثر على آراء طلابه ويجعلهم يسلكون سلوكاً يتفق وتصوراته وذلك لقوة شخصيته ولثقة الطلاب فيه.
1. 7. التقويم:
التقويم هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحديد مدى إسهام العملية الإدارية الصفية في تحقيق الأهداف المرسومة ، وتشخيص مصدرها وتصحيح مسارها ، والواقع أن عملية تطوير المعلم لعملية إدارة الصف لا تكتمل إلاّ بتقويم مبني على أسس سليمة ، والمعلم يجري التقويم التكويني المستمر والتقويم النهائي الختامي ، ويستفيد من التغذية الراجعة في إعادة النظر في أي عنصر من العناصر السابقة ، كما يعمل المعلم على تقويم مدى كفاية الموارد والإمكانات ويحرص على تشجيع وتعزيز الطالب الجيد ومحاسبة الطالب المسيء.
وحتى يستطيع المعلم توفير ظروف ملائمة لحدوث التعلم في ضوء الأهداف المحددة سلفاً لإحداث تغييرات مرغوبة في سلوك المتعلمين ، فإن المعلم يرتبط بعنصرين آخرين يمكن أن نشير إليهما بتنظيم البيئة المادية للتعليم والتعلم ، والمناخ النفسي والاجتماعي وهما كما يلي:
1. 1. تنظيم البيئة المادية للتعليم والتعلم:
ونعني بذلك غرفة الصف وما تشتمل عليه من أدوات ومعدات وقطع أثاث ووسائل تعليمية ومستلزمات التدريس المختلفة ، وبقدر إيلاء المعلم هذه البيئة جل اهتمامه ورعايته لجعلها بيئة ممتعة له ومريحة لطلابه ومحفزاً للتعلم والتعليم بقدر ما ينجح في إبعاد السأم والملل ، ويدخل في تحسين البيئة المادية تنظيم الصف والمقاعد حسب ما تتطلبه المهمات التعليمية ، والاهتمام بالإنارة ، والتهوية ، وطلاء الجدران ، والترتيب، والنظافة ، ووفرة مستلزمات التدريس فيها وسعتها .
1. 2. المناخ النفسي والاجتماعي
تعتبر الممارسات التي تتم في غرفة الصف بين المعلم والمتعلم من أفضل الممارسات التي تمر من خلال الجانب النفسي والاجتماعي وهذا يبين أهمية المناخ النفسي والاجتماعي على تماسك أفراد الصف وتعاونهم وإقبالهم على النشاط والتعلم برغبة وممارسة
أما كيفية توفير المناخ النفسي والاجتماعي في غرفة الصف ،فيمكن ذلك عن طريق قيام المعلم بإشباع حاجات الطلاب النفسية والاجتماعية وتلبيتها ، وتنمية الحس الاجتماعي عندهم ، وتقبلهم واحترام مشاعرهم وتقديرهم ومعاملتهم بنزاهة وعدالة ، ومراعاة التفاعل الصفي الديمقراطي القائم على الثقة والمودة وأن يوفر مناخاً إيجابياً ودياً دافئاً في غرفة الصف ، والعمل على غياب مظاهر العنف والإرهاب مع الحرص على تعزيزهم وتشجيعهم في جو من الأمن والآمان والطمأنينة . ولذلك يعد المناخ النفسي والاجتماعي عنصراً تاسعاً من عناصر العملية الإدارية الصفية.
مجالات الإدارة الصفية الفاعلة :
المعلم الجيد هو المعلم الذي يهتم بإدارة شؤون صفه ، من خلال ممارسته للمهمات التي تشتمل عليها هذه العملية بأسلوب ديمقراطي يعتمد على مبادئ العمل التعاوني والجماعي بينه وبين تلاميذه في أداء المهمات التي يمكن أن تكون أبرز مجالاتها على النحو التالي:
أولاً : المهمات الإدارية العادية في إدارة الصف :
هناك مجموعة من المهمات العادية التي ينبغي على المعلم ممارستها والإشراف على إنجازها ، وفق تنظيم يتفق عليه مع تلاميذه ، ومن بين هذه المهمات : تفقد الحضور والغياب ، توزيع الكتب والدفاتر، وتأمين الوسائل والمواد التعليمية والمحافظة على ترتيب مناسب للمقاعد والإشراف على نظافة الصف وتهويته وإضاءته … مثل هذه المهمات ، وإن بدت مهمات سهلة وبسيطة مهمة وأساسية ، وأن إنجازها يضمن سير العملية التعليمية بسهولة ويسر ، ويوفر على المعلم والتلاميذ الكثير من المشكلات ، بالإضافة إلى توفير في الجهد والوقت في حالة اعتماد المعلم لتنظيم واضح ومحدد ومتفق عليه بينه وبين تلاميذه ، لإنجازها على أساس اعتماد مبدأ تفويض المسؤولية .
ثانياً : المهمات المتعلقة بتنظيم عملية التفاعل الصفي :
تمثل عملية التعليم عملية تواصل وتفاعل دائم ومتبادل ومثمر بين المعلم وتلاميذه وبين التلاميذ أنفسهم، ونظراً لأهمية التفاعل الصفي في عملية التعلم ، فقد احتل هذا الموضوع مركزاً هاماً في مجالات الدراسة والبحث التربوي ، وأشارت نتائج الكثير من الدراسات على ضرورة إتقان المعلم مهارات التواصل والتفاعل الصفي ، والمعلم الذي لا يتقن هذه المهارات يصعب عليه النجاح في مهماته التعليمية . ويمكن القول بأن نشاطات المعلم في غرفة الصف هي نشاطات لفظية ، ويصنف (بيلاك) الأنماط الكلامية التي تدور في غرفة الصف بأنها نشاطات لفظية وكلام تعلمي وكلام يتعلق بالمحتوى وكلام ذي تأثير عاطفي ، ويستخدم المعلم هذه الأنماط لإثارة اهتمام التلاميذ للتعلم ولتوجيه سلوكهم وتوصيل المعلومات لهم .
يأخذ كلام المعلم ذو الأثر غير المباشر الأنماطالكلامية التالية:
1. 1. يتقبل المشاعر:
وذلك حين يتقبل المعلم مشاعر التلاميذ ويوضحها لهم، دون إحراج ، سواء أكانت مشاعر التلاميذ إيجابية أم سلبية ، فلا يهزأ المعلم بمشاعر التلاميذ ، وإنما يتقبلها ويقوم بتوجيهها
1. 2. . يتقبل أفكار التلاميذ ويشجعها:
: يستخدم أنماط كلامية ، من شأنها أن تؤدي إلى توضيح أفكار التلاميذ ، وتسهم في تطويرها
1. 3. يطرح أسئلة على التلاميذ:
: وغالباً ما تكون هذه الأسئلة من نمط الأسئلة التي يمكن التنبؤ بإجاباتها ، وبالتالي يطلق عليها الأسئلة الضيقة ( محدودة الإجابة(.
1. 4. يطرح أسئلة عريضة:
وهي الأسئلة التي تتطلب تفكيراً من التلاميذ مثل تلك الأسئلة التي تتطلب من التلاميذ أن يعبروا عن أفكارهم واتجاهاتهم ومشاعرهم الشخصية، ومن أمثلة هذه الأسئلة : ما رأيك في هذا القول ، اقترح عنواناً جديداً للدرس ، كيف تتصور الحياة في الأردن لو ظهر فيها الذهب والألماس بشكل كبير ؟
ثالثاً: المهمات المتعلقة بإثارة الدافعية للتعلم:
تؤكد معظم نتائج الدراسات والبحوث التربوية والنفسية أهمية إثارة الدافعية للتعليم لدى التلاميذ ، باعتبارها تمثل الميل إلى بذل الجهد لتحقيق الأهداف التعلمية المنشودة في الموقف التعليمي، ومن أجل زيادة دافعية التلاميذ للتعلم ، ينبغي على المعلمين القيام باستثارة انتباه تلاميذهم ، والمحافظة على استمرار هذا الانتباه ، وأن يقنعوهم بالالتزام لتحقيق الأهداف التعلمية ، وأن يعملوا على استثارة الدافعية الداخلية للتعلم ، بالإضافة إلى استخدام أساليب الحفز الخارجي للتلاميذ الذين لا يحفزون للتعلم داخلياً ، ويرى علماء النفس التربوي وجود مصادر متعددة للدافعية الداخلية .
رابعاً : المهمات المتعلقة بتوفير أجواء الانضباط الصفي:
عند الحديث عن الانضباط الصفي يجب التذكر أن الانضباط لا يعني جمود التلاميذ وانعدام الفاعلية والنشاط داخل غرفة الصف ، ذلك لأن البعض من المعلمين يفهمون الانضباط علىأنه التزام التلاميذ بالصمت والهدوء وعدم الحركة ، والاستجابة إلى تعليمات المعلم ، كما أن البعض من المعلمين ما زالوا يخلطون بين مفهومين هما مفهوم النظام ومفهوم الانضباط ، فالنظام يعني توفير الظروف الملائمة لتسهيل حدوث التعلم واستمراره في غرفة الصف.
ويمكن الاستدلال من هذا المفهوم أن النظام غالبًا ما يكون مصدره خارجياً وليس نابعاً من ذات التلاميذ ، بينما يشير مفهوم الانضباط إلى تلك العملية التي ينظم التلميذ سلوكه ذاتياً من خلالها لتحقيق أهدافه وأغراضه ، وبالتالي فإن هناك اتفاقاً بين مفهوم النظام والانضباط، باعتبارهما وسيلة وشرطاً لازمين لحدوث عملية التعلم واستمرارها في أجواء منظمة ، وخالية من المشتتات أو العوامل المنفرة أو المعيقة للتعلم ، لكن الفرق يكمن في مصدر الدافع لتحقيق النظام أو الانضباط ، فالنظام مصدره خارجي أما الانضباط فمصدره داخلي من ذات الفرد ، ولاشك أن الانضباط الذاتي في غرفة الصف على الرغم من أهميته وضرورته للمحافظة على استمرارية دافعية التلاميذ للتعلم يعد هدفاً يسعى المربون إلى مساعدة التلميذ على اكتسابه ، ليصبح قادراً على ضبط نفسه بنفسه .
الممارسات التي يتوقع من المعلم القيام بها لتحقيق الانضباط الصفي الفعال :
§ أن يعمل المعلم على توضيح أهداف الموقف التعليمي للتلاميذ.
§ أن يحدد الأدوار التي يتحملها التلاميذ في سبيل بلوغ الأهداف التعليمية المرغوب فيها.
§ أن يوزع مسؤوليات إدارة الصف على التلاميذ جميعاً ، حيث يحرص على مشاركة التلاميذ في تحمل المسؤوليات كل على ضوء قدراته وإمكاناته.
§ أن يتعرف حاجات التلاميذ ومشكلاتهم ، ويسعى إلى مساعدتهم على مواجهتها.
§ أن ينظم العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ ، وأن ينمي بينهم العلاقات التي تقوم على الثقة والاحترام المتبادل ، ويزيل من بينهم العوامل التي تؤدي إلى سوء التفاهم.
§ أن يوضح للتلاميذ النتائج من وراء تحقيق الأهداف التعليمية للموقف التعليمي.
§ أن يعمل على إثارة دهشة التلاميذ واستطلاعهم ، وذلك من خلال طرح أسئلة مثل : ماذا يحدث لو أن الشمس لم تظهر طوال العام ؟ ماذا يحدث لو أن الكرة الأرضية توقفت عن الدوران ؟ مثل هذا النمط من الأسئلة يخلق عند التلاميذ الدهشة وحب الاستطلاع، ويدفعهم إلى الانتباه والهدوء.
§ أن يستخدم ما يمكن تسميته بأسلوب الاستثارة الصادمة ويقصد بهذا الأسلوب وضع التلميذ في موقف الحائر المتسائل ، وذلك بأن يطرح المعلم سؤلاً على تلاميذه مثل : لماذا لا تطير الدجاجة مثل العصفور ؟ علماً بأن للدجاجة جناحين أكبر من جناح العصفور ، وقد يتبادر للذهن أن هذا الأسلوب يتشابه مع أسلوب إثارة الدهشة لكن خلق الصدمة يعطي استجابة أقوى من الأسلوب الأول.
§ أن يستخدم أساليب التعزيز الإيجابي بأشكالها المختلفة.
§ أن يلجأ إلى تقسيم التلاميذ إلى مجموعات وفرق صغيرة وفق متطلبات الموقف التعليمي.
§ أن يستخدم استراتيجيات تعليمية متنوعة ، فيغير وينوع في أساليبه التعليمية ولا يعتمد أسلوباً أو نمطاً تعليمياً محدداً يأخذ صفة الرتابة.
§ أن يعتمد في تعامله مع تلاميذه أساليب الإدارة الديمقراطية مثل العدل والتسامح والتشاور.
§ أن ينوع في الوسائط الحسية للإدراك فيما يختص بالسمع واللمس والبصر
§ أن يخلق أجواء صفية تسودها الجدية والحماس واتجاهات العمل المنتج.
§ أن يعمل على مساعدة التلاميذ على اكتساب اتجاهات أخلاقية مناسبة مثل احترام المواعيد واحترام آراء الآخرين ، عدم مقاطعة الآخرين ، المواظبة ، الثقة بالنفس، الضبط الذاتي.
§ أن يفسح المجال أمام التلاميذ لتقييم سلوكهم وتصرفاتهم على نحو ذاتي.
§ أن يوضح القواعد الأخلاقية للسلوك المرغوب فيه ، ومواصفات هذا السلوك ومعاييره .
خصائص الإدارة الصفيةالفاعلة:
للحصول على إدارة صفية فاعلة لابد من وجود خصائص متعددة لها ، وهي ما يلي:
§ تسهم في جعل التعليم ممكناً في غرفة الصف ، وموجهاً لخدمة المتعلمين أنفسهم من أجل بلوغ الأهداف التربوية المرسومة.
§ توفر مناخاً يسوده انضباط قائم على علاقات التفاعل والتفاهم بين المعلم وطلابه من جهة ، وبين الطلاب أنفسهم من جهة أخرى
§ تدرب الطالب على الانضباط الذاتي تجعله يتكيف تكيفاً واعياً لبيئته الاجتماعية فيضبط سلوكه ويحترم حريات الآخرين ومصالحهم.
§ تنمي ثقة الطالب بنفسه وبمن حوله ، ويتعاون الطالب مع معلمه ومجتمعه المحيط .
§ تشعر كل فرد في غرفة الصف بأن له دوراً هاماً يؤديه ويقدره من أجله .
§ تسهم في تنفيذ العملية التعليمية التعلمية في غرفة الصف في جو مريح يشعر الطالب فيه بالود والدفء والصداقة والطمأنينة ، ويسعد المعلم فيه بمشاركة طلابه .
§ تزيد فرص التعلم وتقليل السلوك غير المرغوب فيه عند الطلاب.
§ تستشرف مصادر الاضطراب المحتملة ، فتمنع حدوثها بوضع الإجراءات والقواعد والحدود والتوجيهات المباشرة وغير المباشرة.
§ توفر بيئة مادية حسنة في غرفة الصف تشجع على الابتكار والإبداع.
§ تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين المادية والمعنوية.
وبما أن التعلم والتعليم يتسمان بالتشابك والتعقيد وأن مدخلاتهما متباينة ومتفاوتة في زخمها ومتعددة حسب طبيعة الموقف التعليمي ، فلا شك أن خصائص الإدارة الصفية الفعالة قد تتفاوت وتتباين بعض الشيء ، إلاّ أننا في النهاية نتوقع أن تتسم الإدارة الصفية بخصائص تعمل في مجملها على تحقيق التعلم والتعليم وأهداف التعلم بالشكل الأمثل ، أي أن نلمس أثر التعليم في تعديل سلوك الفرد نحو الأفضل وتكامل شخصيته في أبعادها وجوانبها المختلفة.
أنماط الإدارةالصفية:
صنفت أنماط الإدارة الصفية إلى أربعة أنماط ، وهذه الأنماط ( أنماط الإدارة الصفية) هي:
أولاً : النمط التقليدي:
الذي يؤكد على مفهوم احترام الصغير للكبير وطاعته طاعة عمياء ، والاعتماد عليه في كل كبيرة وصغيرة والولاء الشخصي له بشكل مطلق ، فالطالب هو الصغير والمعلم هو الكبير ، فعندما ينتقل الطفل إلى المدرسة ينقل معه عادات وتقاليد وقيم المجتمع الذي نشأ فيه بصفته صغيراً ، وعليه الطاعة والولاء للمعلم بصفته كبيراً.
ومن أهم ما تتميز به إجراءات المعلم التقليدي داخلغرفة الصف ما يلي :
§ ينظر إلى الطلاب على أنهم صغار لا يتحملون المسؤولية ويجب مراقبتهم باستمرار وإجبارهم على تنفيذ أوامره وطاعته طاعة عمياء.
§ عدم السماح للطلاب باتخاذ أي قرار وعليهم الرجوع إليه في كل كبيرة وصغيرة.
§ يركز على الإنتاج داخل غرفة الصف ولا قيمة لمشاعر الطلاب واحساساتهم.
§ السلطة حق له اكتسبها بحكم مركزه الوظيفي.
§ يهتم بالعقاب لكل مخطئ خاصة العقاب البدني.
§ يقاوم أي تغيير .
§ يحرص على اتباع الطرق التقليدية في التدريس ، لأن الطرق الحديثة تعني أعباء إضافية.
ومن الآثار السلبية لهذا النمط من الإدارة ذوبان شخصية المتعلم أمام المعلم وتأكيد مفاهيم التبعية وعدم القدرة على اتخاذ القرار بشكل مستقل ناهيك عن الجوانب السلبية التي تنعكس على شخصيته.
ثانياً : النمط التسلطي:
يكون المعلم فيه مسيطراً على كل شيء ، فهو الذي يحدد السياسة ويقرر ما يجب عمله ومتى وكيف وأين يتم تنفيذه ، فالمتعلم مخلوق سلبي ينبغي أن يحدد له المجال الذي يتحرك فيه تحديداً دقيقاً وأن يعد له ما هو مناسب لطبيعته وقدراته المحدودة.
. وفيما يلي أبرز الممارسات السلوكية التي يتميز بها المعلم التسلطي:
§ يستبد برأيه وعدم السماح للطلاب بالتعبير عن آرائهم.
§ يفرض على الطلاب ما يجب أن يفعلوه وكيف ومتى وأين يفعلونه.
§ يتوقع من الطلاب الطاعة المطلقة والتنفيذ الفوري لكل أوامره.
§ يستخدم أساليب القسوة والإرهاب والتخويف.
§ يمنح طلابه القليل من الثناء لاعتقاده بأن ذلك يفسدهم.
§ ينعزل عن طلابه ولا يحاول التعرف إليهم وكذلك تعرف مشكلاتهم ولا يؤمن بالعلاقات الإنسانية بينه وبينهم
§ يحرص على جعل طلابه يعتمدون عليه انطلاقاً من عدم ثقته بقدرتهم على فعل الشيء الصحيح إذا ما تركوا لأنفسهم.
§ يصدر أحكاماً على عمل طلابه وذلك انطلاقاً من اعتقاده بأنه أكثر منهم خبرة وحكمة.
§ يستخدم أسلوب النقد السلبي غير البناء ولا يستثير التوجيه الذاتي لطلابه.
§ يفتح قنوات الاتصال باتجاه واحد منه إلى الطلاب أو من أعلى إلى أسفل فقط
لهذا النمط تأثيراً كبيراً على فاعلية التعليم واستجابات المتعلمين ، فيبدو على الطلاب الخشوع والشرود الذهني وعدم الاطمئنان لمعلمهم ، وتدني مستوى العمل والأداء في حالة غياب المعلم ، كما يبدون عدم الرغبة في التعاون ، فهو يضطر المتعلمين إلى كبت رغباتهم ومشاعرهم وميولهم مما يؤدي إلى نفورهم من المدرسة وبالتالي تسربهم منها بالإضافة إلى تعقيدات أخرى كتدهور صحتهم العقلية والنفسية.
ثالثاً : النمط الفوضوي :
تلك الإدارة التي تترك الطلاب يعملون بظلها ما يشاءون ، حيث تبدو الإدارة وكأنها غير موجودة لتتولى توجيه المتعلمين وإرشادهم وفي ظلها يقوم المتعلمون بممارسة الأنشطة دون قيد ودون سلطة ضابطة للعمل مما يؤدي إلى فوضى في التنظيم.
وفيما يلي أبرز الممارسات السلوكية التي يتميز بهاالمعلم الفوضوي
§ ضعف إنتاج الطلاب وعدم بروز حاجة للمعلم الفوضوي حتى في حالة غيابه.
§ شعور الطلاب بالضياع والتوتر وعدم القدرة على التصرف والاعتماد على أنفسهم نتيجة إدراكهم بأنهم يمارسون نشاطاً غير موجه من المعلم.
§ عدم احترام الطلاب لشخصية المعلم الفوضوي لشعورهم بأنه لا يبذل أي مجهود ويهدر وقتهم دون فائدة.
§ افتقار الطلاب إلى القدرة على وضع الخطط لعملهم ، نظراً لعدم تبلور حاجاتهم في صورة أهداف واضحة لديهم
رابعاً : النمط الديمقراطي:
الإدارة التي تمنح قدراً كبيراً من الاستقلالية والحرية للطلاب في ممارسة الأنشطة الصفية والأنماط السلوكية التي تزيد من فرص تعلمهم وتواصلهم فيما بينهم، كما أنها الإدارة التي تسمح للطلاب باتخاذ القرارات المناسبة واختيار زملائهم الذين يؤدون العمل معهم ، وهي التي تعمل على إشاعة جو من الود والألفة بين المعلم والطلاب بحيث يشعر كل منهم بأهمية الدور الذي يقوم به في بلوغ الهدف المشترك والحصول على أفضل النتائج.
وفيما يلي أبرز ممارسات المعلمالديمقراطية:
§ إتاحة فرص متكافئة بين الطلاب وتشجيعهم على التعاون فيما بينهم.
§ إشراكهم في المناقشة وتبادل الرأي وتدريبهم على احترام الرأي الآخر.
§ يدعم ويتقبل آراء الطلاب.
§ ينسق العمل المشترك بين الجميع.
§ يمتدح الطلاب ويشجعهم.
§ يعمل على خلق جو يشعرهم بالطمأنينة اللازمة للقيام بعملهم بفاعلية.
§ يسمح للطلاب بالمشاركة ويقدم لهم التسهيلات ويشركهم في وضع القرارات.
§ يستثير الهمم لبذل أقصى جهد مستطاع في سبيل الإقبال على التعليم والتعلم
§ يحترم قيم الطلاب ويقدر مشاعرهم وتطلعاتهم وشخصياتهم ويعمل على إشباع احتياجاتهم ورغباتهم.
§ يتيح الفرصة للطلاب لتقييم أعمالهم تقييماً ذاتياً.
§ لا يشعر الطلاب بالتعالي عليهم بسبب مركزه الوظيفي.
§ يستثير القدرة الإبتكارية عندهم والأصالة في التفكير لديهم.
§ يستثير اهتمامات الطلاب ويوجهها.
لهذا النمط تأثيراً كبيراً في فاعلية عمليتي التعلم والتعليم ، لأن المعلم الديمقراطي يعمل على تلبية حاجات المتعلمين النفسية والاجتماعية والإنسانية ، فهم يعملون في جو من الألفة والمحبة والطمأنينة ،وعلاقتهم مع المعلم ومع بعضهم بعضاً تتسم بقدر وافر من الحرية والتلقائية .
دور المعلم فيإدارة وتنظيم البيئة الصفية النفسية والاجتماعية:
يمكن القول أن للمناخ النفسي والاجتماعي في غرفة صف ما تأثيراً كبيراً في تماسك أفراد ذلك الصف وتعاونهم وتقبلهم بعضهم بعضاً من ناحية ، وتقبلهم للمعلم وتعلم ما يقوله من ناحية أخرى . وللمعلم كمرشد وموجه ومنظم للعملية التعليمية دور كبير في الصحة النفسية لإدارته لصفه وتنمية الصحة العقلية لطلابه ، التي ستتيح لهم تعليماً أفضل وتعلماً أكثر فاعلية ، وبالتالي إقبالاً على التعلم واستجابة لما يطلب منهم .
وفي هذاالمجال نتوقع من المعلم أن يقوم بما يلي :
§ إعداد الطالب إعداداً اجتماعياً يحبب إليهم التعاون ، والتكافل ، والعدل ، والنظام ، والتقدم ، ويعرفهم بحقوقهم وواجباتهم ، والاعتراف بحقوق الآخرين واحترام مشاعرهم .
§ تدريب الطلاب على الخدمات الاجتماعية وتقديرهم القيم الثقافية تقديراً حسناً.
§ مساعدة الطلاب على التكيف مع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه وبالتالي التكيف مع أنفسهم ، أي تشمل الاستقرار النفسي والاستقرار الاجتماعي .
§ تنمية الوعي الاجتماعي والشعور بالمصلحة العامة.
§ رعاية الطلاب كجماعة ليحصلوا على علاقات مرضية ومستوى من الحياة فيه تناسق وانسجام مع رغباتهم وقدراتهم ، وتتمشى مع الصالح العام للمجتمع
§ تجنب الطالب آثار الصراع النفسي وما ينشأ من ذلك من أمراض نفسية لذلك يجب أن تكون معاملتنا لطلابنا قائمة على الرفق واللين والتراحم في حزم لا على الضغط والقمع.
§ تلبية حاجات الطالب النفسية والفطرية ، كحاجته إلى الأمن والطمأنينة والحب والتقدير والإحساس بالنجاح وحاجته لسلطة ضابطة وحبه للحرية .
§ توفير الجو الديمقراطي القائم على العدالة والمساواة والموضوعية والثقة والمودة.
§ قبول احترام مشاعر الطلاب والتعبير عن ذلك من خلال الكلام والأفعال.
§ العمل على إحساس الطالب بالأمن والآمان والحرية في السلوك والتعبير ، وغياب مظاهر العنف والإرهاب في العلاقة بين المعلم والطلاب.
§ تقبل أفكار الطلاب وآرائهم التي تطرح والعمل على توضيحها .
§ إتاحة فرص تعليمية متكافئة لجميع طلاب الصف في ضوء حاجاتهم وإمكاناتهم فالمحاباة من معوقات المناخ النفسي الجيد في غرفة الصف .
§ استخدام الثناء والتشجيع والتعزيز الذي يسهم في حث الطلاب على المزيد من المشاركة ، وإزالة التوتر والرهبة في نفوسهم.
§ إقامة علاقات ودية مع الطلاب تقوم على معرفة احتياجاتهم وإمكاناتهم
§ تنمية مظاهر الانضباط الذاتي والطاعة الواعية المفكرة عند الطلاب.
§ إيضاح دور المعلم في مجال إدارة ألوان النشاط الاجتماعي التعليمي والتعلمي .
وأخيرًا عزيزي المعلم ………
§ قواعد العمل أولا .
§ كن محددا .
§ كن مختصرا.
§ كن واضحا .
§ كن مبتسما .
§ ليكن لديك ما تقوله .
§ نوع من أساليب تدريسك .
§ وزع الأدوار بعناية .
§ قبل أن تشرح أي درس قم بتشريحه .
§ لا تسأل تلاميذك لماذا لم يفهموا ، بل اسأل نفسك لماذا لم تستطيع أن تصل إليهم .
§ ليكن مظهرك لائقا .
§ نادي التلميذ باسمه واقترب منه .
§ لا تنقد الفكرة لحظة ولادتها.
§ لا تخرج عن انفعالاتك .
§ لا ترغم التلميذ على الاعتذار لك بل أقنعه بذلك .
§ تعامل مع التلميذ المشكلة على أنه حالة تحتاج علاج
§ لا تقارن أي تلميذ بالآخرين بل قارنه بنفسه .
§ تجنب التقلب في المواقف .
§ اخرج عن النص قليلا ثم عد إليه .
§ النقد للفكرة وليس للشخص.
§ عندما تعبر عن رأيك انطلق من الإيجابيات إلى السلبيات .
§ انظر إلى نصف الكوب الممتلئ يمتلئ النصف الآخر .
§ اقرأ لغة الجسم .
§ انطق الكلمات بعناية .
§ اهتم بالبداية فإنها تترك الانطباع .
§ اهتم بالنهاية فهي الخاتمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق