الاثنين، 10 نوفمبر 2014

(11) تنمية المفاهيم البيئية


يتناول هذا الموضوع تعريف المفهوم البيئي، ومكوناته وخصائصه، وأهمية تعلم المفاهيم البيئية من خلال مناهج العلوم، وطرق تكوينها وتنميتها، وكذا أهمية تضمين المفاهيم البيئية بمناهج العلوم، إضافة إلي تقويم تعلم المفاهيم البيئية، على النحو التالي:

أولاً: تعريف المفهوم البيئي:
تنوعت وتعددت تعريفات المفهوم فالبعض ينظر إليه على أنه مجموعة من الأشياء، أو الحوادث، أو الرموز تجمع معاً على أساس خصائصها العامة المشتركة، التي يمكن أن يشار إليها باسم، أو رمز خاص يعبر عنها .
وهو تصور عقلي مجرد في شكل رمز أو كلمة أو شبه جملة، استخدم للدلالة على شيء أو موضوع أو ظاهرة علمية معينة، ويتكون نتيجة ربط الحقائق بعضها ببعض، وإيجاد العلاقات القائمة بينهاز
وإذا كان المفهوم هو تجريد يعبر عنه بكلمة أو رمز، يشير إلى مجموعة من الأشياء أو الأنواع، التي تتميز بسمات أو خصائص مشتركة، أو هي مجموعة من الأشياء أو الأنواع التي تجمعها فئات معينة .
فإنه يمكن تعريف المفهوم البيئي على أنه:
" صورة ذهنية مجردة يعبر عنها بكلمة أو تركيب بسيط له دلالة لفظية تدل على مجموعة من العناصر أو الأشياء أو الظواهر البيئية التي تشترك في خاصية واحدة أو أكثر تميزها عن غيرها، وتعطي اسمًا أو لفظًا، من كلمة أو تركيب بسيط "

ثانيًا: مكونات المفهوم البيئي: يتكون المفهوم البيئي من:
1. الخواص: وهي تشير إلى سمات المفهوم مما يساعد على التمييز بين ما هو من أمثلة المفهوم البيئي وما هو من غيرها.
2. الأمثلة: مثال المفهوم البيئي لابد أن يتوفر فيه كل خواص المفهوم، بينما غير الأمثلة ينقصها على الأقل خاصية واحدة ذات صلة .

ثالثًا: خصائص المفهوم البيئي:
يتميز المفهوم البيئي بمجموعة من الخصائص منها:
1. التمييز: أي أنه يصنف الأشياء والمواقف والظواهر البيئية ويميز بينها.
2. التعميم: أي أنه لا ينطبق على شيء أو موقف واحد بل ينطبق على مجموعة من الأشياء.
3. الرمزية: أي أنه يرمز لخاصية أو مجموعة من الخصائص البيئية المجردة.
4. الاستدلال: أي أنه يؤدي إلي إعادة تنظيم الخبرات السابقة ويربط بينها بطرق جديدة.

رابعًا : أهمية تعلم المفاهيم البيئية من خلال منهج العلوم:
يرى البعض أن تعلم المفهوم يتضمن أي نشاط يؤدي إلى تصنيف حوادث، أو مثيرات بيئية متباينة جزئياً في صنف واحد، وأن قدرة المتعلم على تصنيف هذه المثيرات بطريقة منسقة، دليل على تعلمه للمفهوم البيئي، وهو القدرة على الاستجابة للأمثلة المختلفة بإعطاء التجريد المناسب للتصنيف أو الاسم الصحيح لها .
ويعني القدرة على إعطاء استجابة واحدة لمجموعة من المثيرات التي تشترك معا بخصائص متشابهة، وهو نشاط عقلي تصنيفي يتضمن عمليتين أساسيتين هما: التمييز، والتعميم.
يرى بعض علماء التربية ضرورة تعلم المفاهيم البيئية لأنها:
1. تجمع الحقائق البيئية وتصنفها وتقلل من تعقدها.
2. تساعد المفاهيم البيئية على الإلمام بأكبر كم من المعارف في ضوء الانفجار المعرفي.
3. المفاهيم البيئية أكثر ثباتًا مما يساعد على التقليل من سرعة نسيان المتعلم للمادة المتعلمة.
4. تستخدم المفاهيم البيئية في تصنيف الأشياء والأحداث والظواهر لتسهيل دراسة مكوناتها.
5. تعلم المفاهيم البيئية الرئيسة يسهل دراسة المفاهيم الفرعية التي تتصل بها.
6. تساعد المفاهيم البيئية على زيادة اهتمام المتعلمين بالمادة الدراسية وزيادة دوافعهم لتعلمها.
7. تساعد المفاهيم البيئية على انتقال أثر التعلم وزيادة الاهتمام.
8. دراسة المفاهيم البيئية تتيح للتلاميذ الفرصة لاستخدام ما سبق أن تعلموه من مواقف.

خامسًا: طرق تكوين وتنمية المفاهيم البيئية:
تختلف الطرق التي استخدمها المعلمون في تكوين المفاهيم البيئية من معلم لآخر، بل تختلف عندما يقوم بتدريس مفهومين مختلفين، ومن أشهر هذه الطرق:
1. الطريقة الاستنتاجية: حيث يعرض المعلم المثيرات على التلاميذ واحدًا تلو الآخر، بعد إعلامه بقاعدة المفهوم البيئي، ويحاول التلميذ تصنيف كل مثير في الفئة المناسبة.
2. الطريقة الاستقرائية: وفيها يعرض المعلم جميع المثيرات دفعة واحدة، ويقوم التلميذ باختيار المثير، ووضعه في الفئة المناسبة، ويتلقى تغذية راجعة بعد كل عملية اختيار.
ولتكوين المفاهيم البيئية من قبل المعلم هنالك مجموعة من الأسس يلزم مراعاتها :
o تحديد صفات المفهوم البيئي والسمات الجوهرية التي تميزه عن غيره.
o القاعدة التي تنظم هذه السمات في إطارها.
o الاسم الذي يطلق على المفهوم البيئي.
o تحديد الأمثلة واللا أمثلة على المفهوم البيئي المراد تعليمه.
ويرى " أوزوبل " أن تعلم المفهوم يمر بمرحلتين هما: تكوين المفهوم، وتعلم معنى اسم المفهوم، وهو بذلك يميز بين مرحلة " تكوين المفهوم " بمعنى اكتشاف الخصائص المشتركة لمجموعة من الأشياء وهذه المرحلة لا تتطلب بالضرورة تسمية المفهوم من قبل المتعلم، والمرحلة الثانية فهي "تعلم اسم المفهوم" وهو نوع من التعلم التمثيلي وفيه يتعلم المتعلم أن الرمز المنطوق أو المكتوب (الكلمة أو شبه الجملة) يمثل المفهوم الذي تعلمه في المرحلة الأولى، وهنا تكتسب هذه الكلمة أو شبه الجملة خاصية المفهوم ويكون لها المعنى الدلالي .

سادسًا: أهمية تضمين المفاهيم البيئية بمناهج العلوم:
توضح العديد من الدراسات أن مناهجنا الراهنة إما أنها خالية من المفاهيم البيئية وإما أنها تتضمن بعضها بصورة غير مترابطة، كما أنها تركز على الحقائق العلمية المجردة، دون ربطها بالواقع المحلي ومشكلاته البيئية، وتعتبر مناهج العلوم الأرض الخصبة لتضمين المفاهيم البيئية, مما يوجب على المؤسسات التربوية عامة والتعليمية خاصة أن تضطلع بدورها في تنمية المفاهيم البيئية، بما يجعل علاقة الإنسان ببيئته بناءة ومثمرة، وأن يتضاعف الجهد الذي تقوم به تلك المؤسسات في إدخال المفاهيم والقضايا البيئية في المناهج تحت مسمى التربية البيئية .
وتعتبر مناهج العلوم هي الوسط الملائم لتضمين المفاهيم البيئية لذلك يوصي البعض بإعادة النظر في المناهج الدراسية وبخاصة مناهج العلوم بقصد تطويرها بشكل يتناسب مع القضايا البيئية المحلية، ودمج المفاهيم والقضايا البيئية في هذه المناهج، وعدم إغفال المفاهيم البيئية أثناء الممارسات اليومية للتلاميذ فيما يتعلق بالنظافة والنظام والحفاظ علي الموارد وغيرها، والهدف العام للمفاهيم البيئية هو إعداد الفرد الايجابي ذي المعرفة والدراية بالبيئة وعناصرها والاهتمام بها وبمشكلاتها، ولديه اتجاهات ايجابية نحو حمايتها من التلوث وإهدار الموارد البيئية، ولديه القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة التي تؤدي إلى الحفاظ على التوازن البيئي، وتحمل المسئولية والمهارات العلمية التي تمكنه من العمل على حماية البيئة وحل مشكلاتها .

سابعًا: تقويم تعلم المفاهيم البيئية:
تتضمن عملية تقويم الأهداف مستويين يرتبطان بمراحل تكوين المفهوم، وعلى ذلك فان للتقويم مستويين أحدهما "تعريف المفهوم" وثانيهما هو " قياس فهم المفهوم " على النحو التالي:
o تعريف المفهوم البيئي: وذلك بمعرفة مضمونه ودلالته اللفظية، ويتم هذا بسؤال التلميذ عن تعريف لمفهوم بيئي معين.
o قياس فهم المفهوم البيئي: أي القدرة على استخدام المفهوم البيئي الذي تعلمه في مواقف جديدة، وذلك من خلال:
o التعبير عن المفهوم لفظيًا، بمعنى إدراكه للدلالة اللفظية للمفهوم، وما تعنيه هذه الدلالة.
o تصنيف الأشياء والظواهر في فئات مختلفة، وذلك بالتفريق بين الأمثلة الموجبة التي تندرج تحت المفهوم البيئي، والأمثلة التي لا تنتمي أو التي لا تندرج تحته.
o توظيف المفاهيم البيئية وتطبيقها واستخدامها في المواقف الجديدة.
وبالطبع لا تقف عملية التقويم عند المستويات الدنيا من القياس كالتعريف اللفظي للمفهوم البيئي، بل يجب أن تتعداه إلي التصنيف والتمييز والتفسير والمقارنة والاستنتاج والتنبؤ.

ليست هناك تعليقات: