المفهوم الشائع لمصطلح "التكنولوجيا" هو استعمال الكمبيوتر والأجهزة التكنولوجية الحديثة ، وهذه النظرة محدودة الرؤية ، فالكمبيوتر نتيجة من نتائج التكنولوجيا ، بينما التكنولوجيا التي يقصدها هذا المنهج هي طريقة للتفكير وحل المشكلات ، وهي أسلوب التفكير الذي يوصل الفرد إلى النتائج المرجوة ، أي أن التكنولوجيا وسيلة وأسلوب تفكير وطريقة وليست نتيجة ( كوثر كوجك وآخرون ، 2005م ، ص2).
وأنها طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته (عادل سلامة ، 2002م ، ص ص13 : 14 ) .
كما يري اللقاني والجمل أن "التكنولوجيا" تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته ( أحمد اللقاني و علي الجمل ، 2003 م، ص 142 ) .
أي أن للتكنولوجيا مفهومًا ماديًأ ومفهومًا فكريًا ، ومفهومها الفكري قد يفوق مفهومها المادي فالتكنولوجيا كمعرفة تمثل ركنًا أساسيًا من أركان العلم يمكن استخدامه في تحقيق أهداف اجتماعية وسياسية واقتصادية عظيمة ( مجدي عزيز،1994م،ص ص277 : 278)
بينما يرى أحمد عوض أن لفظ " تكنولوجيا " يعبر عن النشاط الإنساني الذي يتناول تطبيق العلم في الأغراض العلمية بغرض تحقيق أفضل استفادة من الموارد البشرية والطبيعية والصناعية المتاحة ، بما يخدم المجتمع والإنسانية بصفة عامة ( أحمد عوض ، 2002 م ، ص 164 ).
ويعرفها ماهر جابر بأنها " التطبيق العملي للعلوم المختلفة، أي أنها الوسيلة العملية التي تحول الاكتشافات العلمية النظرية إلى مخترعات شتى نستفيد منها في جميع نواحي حياتنا ، ويلخص العلاقة بين العلم والتكنولوجيا موضحًا أن العلم يهتم بالإجابة عن كلمة " لماذا ؟ " "why ? " أما التكنولوجيا فتختص بالإجابة عن كلمة " كيف؟ " "How? " (ماهر جابر ، 2006 م ، ص ص 20:19 ) .
ويعرفها محمد عطية خميس بأنها " العلم الذي يعنى بعملية التطبيق المنهجي للبحوث والنظريات وتوظيف عناصر بشرية وغير بشرية في مجال معين ، لمعالجة مشكلاته ، وتصميم الحلول العلمية المناسبة لها ، وتطويرها ، واستخدامها وإدارتها وتقويمها لتحقيق أهداف محددة " ( محمد عطية خميس ، 2003م ، ص ص 2 : 3 ) .
ويرى الفرجانى أن التكنولوجيا هي العلاقة بين " الإنسان والمواد والأدوات " كعناصر رئيسة للتكنولوجيا وأن التطبيق التكنولوجي يبدأ لحظة تفاعل هذه العناصر معًا (عبد العظيم الفرجانى ، 1997م ، ص 73 ) .
وتعرفها كوثر كوجك بأنها جهد وفكر إنساني، وتطبيق المعلومات والمهارات لحل مشكلات الإنسان،وتوفير احتياجاته وزيادة قدراته (كوثر كوجك وآخرون،2005م ،ص4 ).
ويؤكد عادل سلامة أن التكنولوجيا هي التطبيق المنظم للمعرفة في مجال معين ، أي التطبيق العملي للمعارف والمفاهيم والنظريات التي تتعلق بالعلوم الطبيعية بهدف الحصول على نتائج محددة ، بمعني أنها الجانب التطبيقي للمعرفة (عادل سلامة ، 2002 م، ص 227).
ويتفق معه في تلك الرؤية الشاملة لمفهوم التكنولوجيا ماهر صبري وصلاح توفيق في أنها ليست مجرد علم أو تطبيق العلم أو مجرد أجهزة وأدوات بل هي أعم وأشمل من ذلك بكثير فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والجانب التطبيقي للمعرفة (ماهر صبري وصلاح الدين توفيق ، 2005 م ، ص37).
ويلخص حسين كامل بهاء الدين رؤيته عن التكنولوجيا موضحًا أنها فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أن تكون مجرد اقتناء معدات " (حسين كامل بهاء الدين،1997م، ص119).
من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا بأنها:
" جهد إنساني وطريقة للتفكير في كيفية استخدام المعلومات والمهارات والخبرات والعناصر البشرية وغير البشرية المتاحة في مجال معين وتطبيقها في اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق