الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

(76) بحث الماجستير (مشكلة الدراسة – حدودها – إجراءاتها)


المقدمة والإحساس بالمشكلة :
هناك شبه اتفاق بين المتخصصين في مجال التربية البيئية على أن البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من كساء وغذاء ودواء ومأوى ، ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من البشر ، متفاعلاً و مؤثرًا ومتأثرًا بها ( مجدي عزيز ، 2001 م ، ص ص 247 :256 ).
و تراوحت هذه العلاقة بين الإنسان والبيئة ومنذ القدم بين الهدوء و الصراع ، والانسجام والصدام ، والتعمير والتخريب ، حتى تطورت من مجرد استفادة الإنسان من موارد البيئة إلى استنزافها بل إلى حد تدميرها ، إما عن قصد أو عن جهل ، وأكبر طفرة في هذا المجال " الثورة الصناعية والتكنولوجية " التي تعد سلاحًا ذا حدين ، لأن كل تكنولوجيا تحمل في طياتها مخاطر جديدة ، وكلما تضخمت التكنولوجيا تضخمت مخاطرها بالقدر نفسه الذي تتعاظم فيه منافعها ( نبيل علي و نادية حجازي ، 2005 م ، ص 43).
أي أن التكنولوجيا أفادت الإنسان لكنها في الوقت نفسه أوجدت مشكلات بيئية غاية في الخطورة ، وأحدثت ضغطًا هائلاً على كثير من الموارد الطبيعية ، خصوصًا غير المتجددة منها ، ونتجت عنها مشكلاتٍ لم تعهدها البيئة من قبل ، تتمثل في تلوث الماء والهواء والتربة ، الأمر الذي حدا ببعض المتخصصين إلى التأكيد على أن الإنسان أصبح مشكلة البيئة الأولى ، لأن الأنظمة البيئية لم تعد قادرةً على الاستجابة لمطالبه التي فاقت كل احتمال (أحمد اللقاني و فارعة حسن ، 2003 م ، ص 64 ) .
ترتب على ذلك حدوث اختلالات بيئية تكاد تهدد حياة الإنسان نفسه ، بنقص الموارد أو فسادها ، وتفشي الأمراض والأوبئة والكوارث ، لذا وجب عليه ( أي الإنسان ) أن يعي تلك الحقيقة ، ويتعين عليه أن يدرك مكونات بيئته وعلاقاتها وقدراتها واستجاباتها ( صابر سليم و بيتر جام ، 1999 م ، ص 25 ) .
وتعد المشكلات البيئية الناتجة عن التكنولوجيا خطيرة للغاية ، فهي تهدد الإنسان في حاضره ومستقبله ، ويمكن أن تكون سببًا لتدمير حياته نفسيًا وصحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، مما يتطلب تحقيق التوازن بين توفير الاحتياجات الضرورية ، وبين الثمن الذي يجب أن ندفعه في سبيل ذلك ، من تلوث بيئي يشمل الهواء والماء والتربة ، وتعتبر التربية البيئية المدخل الأهم لدراسة مشكلات البيئة ، والسبيل الأمثل لوضع الحلول الفاعلة لمقابلة هذه المشكلات والقضاء عليها ، أو الحد من تأثيرها ، وهي السبيل إلى محاربة الجهل بشئون البيئة ، و إلى إعداد أجيال واعية بمشاكل البيئة ومشاركة في حلها ( مجدي عزيز ، 2001 ، ص ص258 : 263) .
لذا أصبح من الضرورة بمكان أن يتجه الجهد إلى تربية الإنسان تربية بيئية ، تؤدي في النهاية إلى سلوك إنساني متحضر مع البيئة ، يساعد على استغلال مواردها بطريقة جيدة ، والتخطيط لتنمية الموارد المتجددة في بيئته ، والعمل على حل مشكلاتها من أجل عطاء أفضل للبيئة ، وحياة أكثر سعادة للإنسان (أحمد اللقاني وفارعة حسن ،2003م، ص 27).
حيث يتم من خلال التربية البيئية توعية الأفراد نحو بيئتهم ، فضلاً عن تزويدهم بالمعارف والقيم والمهارات ، والخبرة التي تيسر لهم سبل حل مشكلاتها في الحاضر والمستقبل ، وتكون لديهم القيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لفهم العلاقات بين الإنسان وحضارته ، وحل المشكلات القائمة ومنع ظهور مشكلات جديدة (صابر سليم و بيتر جام، 1999م ، ص 25) .
بالإضافة إلي التخفيف من حدة أضرار التلوث البيئي ، و تدريب المتعلمين على اتخاذ القرارات البيئية السليمة وكيفية إدارة البيئة مع استخدام التكنولوجيات الحديثة ، وكيفية زيادة الإنتاج وتجنب الكوارث البيئية (ممدوح الجعفري وآخرون،2002 م ، ص 29) .
ولقد شهد القرن الماضي اهتمامًا عالميًا وإقليميًا ومحليًا بقضايا البيئة والتربية البيئية فعلى المستوى العالمي وعلي سبيل المثال انطلقت أهمية التربية البيئية من مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية البشرية الذي عقد في "ستوكهولم " ( 1972م) ، حيث أوصى بضرورة نشر الوعي البيئي بين شعوب العالم ، معترفًا بدور التربية البيئية في المحافظة على البيئة ، ومؤكدًا على أن حماية البيئة هدف تربوي مٌلح للبشرية ، تلاه المؤتمر الدولي للتربية البيئية (1975م) في "بلجراد"، الذي صدر عنه "ميثاق بلجراد " الذي حدد أسس العمل في مجال التربية البيئية من حيث أهدافها و خصائصها ، والتأكيد على أن هذا المجال يهدف إلى تطوير عالم يكون سكانه أكثر وعيًا واهتمامًا بالبيئة ومشكلاتها ، ويمتلكون من المعارف والمهارات والاتجاهات والدوافع التي تصب في صالح البيئة (ممدوح الجعفري وآخرون ، 2002، ص ص 19:28).
توالى الاهتمام حيث عقد مؤتمر البيئة البشرية في " تبليسي" بالاتحاد السوفيتي السابق عام 1977م ، الذي نادى بضرورة توفير التربية البيئية لجميع الأعمار والمستويات وأكد على أهمية تضمين المواد الدراسية للقضايا البيئية ، و اعتبر أن التربية البيئية تمثل جزءً لا يتجزأ من العملية التربوية (اليونسكو ، باريس ،1983 م ، ص ص 76 ،77) .
ثم أوصى مؤتمر التربية البيئية في " واشنطن " (1985م) و مؤتمر " نيودلهي " ( 1985م) بضرورة إدخال التربية البيئية في المناهج الدراسية ، ثم توالت بعدها الندوات المهمة في مجال التربية البيئية من أبرزها ندوة "بروكسيل" للتربية البيئية عام( 1989م) ، ثم مؤتمر "ريودي جانيرو" بالبرازيل (1992م) ، والذي أكد بأن العالم سوف يكون موطنًا أكثر عدلاً وأمنًا ورفاهية لكل بني البشر،إذا تم توجيه التعليم نحو التنمية المستدامة ، وزيادة الوعي لدى أفراد المجتمع نحو البيئة وقضاياها ( مجدي عزيز ،2001 ، ص267) .
ثم أوصى مؤتمر الأمم المتحدة ( قمة الأرض ) والذي عُقد في نيويورك (1997م) بضرورة تطوير التعليم البيئي بالتعليم النظامي وغير النظامي ، والاهتمام بالتثقيف البيئي لأفراد المجتمع وتوعيتهم بيئيًا ، والمؤتمر الدولي العالمي الرابع حول العلوم والتنمية والبيئة بالقاهرة (مارس2001م) ، ثم قمة ومؤتمر " تورينو " الثالث (2005 م) وكانت أهداف المؤتمر تتمحور حول تأكيد دور التربية والإعلام والبحث البيئي في التربية البيئية.
وعلى المستوى الإقليمي عقدت العديد من الندوات و المؤتمرات الهادفة إلى نشر الوعي البيئي وأسس التربية البيئية ، والتي كان من أبرزها : الحلقة الدراسية العربية حول الظروف البيئية وعلاقتها بخطط التنمية بالخرطوم ( 1972 م) ، ثم عقدت الندوة العربية للتربية البيئية بالكويت (1976م) ، بغرض وضع استراتيجية عربية للتربية البيئية ، وأهم ما توصلت إليه ضرورة تطعيم مناهج التعليم بمختلف مراحله بالتربية البيئية بشكل متكامل مع المقررات الدراسية ( سهير حجاب ،1998م) .
أعقبه المنتدى العالمي الأول للبيئة من منظور إسلامي بجدة (أكتوبر2000م) ثم المؤتمر الدولي حول المحيط البيئي بعُمان (مارس2000م ) ثم حلقة دراسية حول البيئة والصحة من وجهة نظر إسلامية بسورية (يوليو2001م) ، واجتماع وزراء البيئة في الدول العربية بالقاهرة (أكتوبر2001 م) وكذلك الاجتماع التحضيري الأول لوزراء البيئة في العالم الإسلامي بالرباط (يناير2002م) .
ثم أوصى الإعلان العربي المقدم إلى مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة عام 2002 م بضرورة تطوير مناهج التعليم بما يتلاءم مع احتياجات التنمية المستدامة ، ورفع مستوى الوعي والثقافة البيئية لدى أفراد المجتمع ( جامعة الدول العربية ،2002م) .
وعلى المستوى المحلي كان من مظاهر الاهتمام بالتربية البيئية :
عقدت حلقة خاصة عن التربية البيئية ( 1982م) في " سانت كاترين " بهدف إعداد مجموعة من القادة التربويين من العاملين بوزارة التربية والتعليم.
عقد مؤتمر تطوير مناهج التعليم الإعدادي في القاهرة ( 1994م) وتأكيده على الاهتمام بزيادة وعي التلميذ بقضايا البيئة وإعداده للقيام بدور فعال في حمايتها والحفاظ عليها ( مؤتمر تطوير التعليم الإعدادي، 1994 م ).
ثم مؤتمر " نحو بيئة أفضل " بدار الضيافة بجامعة عين شمس ( نوفمبر 1995 م) ، لتأكيد دور التربية البيئية في تنمية الوعي البيئي لدي الأفراد وتزويدهم بالمعارف لحل المشكلات البيئية ، و مؤتمر " الإدارة و التكنولوجيا البيئية " بالقاهرة( 2001 م) والذي أوصى باستخدام تكنولوجيا نظيفة لا تساعد علي تلوث البيئة ، وأهمية التوعية والتعلم البيئي كمحور مهم ، ثم المؤتمر الثاني للبيئة وصحة المجتمع والذي عقد في جامعة المنوفية (2003م).
واستمرارًا لهذا الاهتمام حدد مشروع إعداد المعايير القومية للتعليم في مصر (2003م) ، المستويات المعيارية التي يجب أن يصل إليها المتعلم والمنهج ، وكان للتربية البيئية فيها قسطًا وافرًا فقد وضعت لكل مستوي معياري مجموعة من المؤشرات فعلى سبيل المثال معيار: " أن يتعامل المتعلم مع البيئة بشكل فعال " وضعت له مؤشرات منها أن يتعرف التلميذ القضايا البيئية وانعكاساتها الأيكلوجية ، وأن يفهم كيفية التفاعل بين مكونات النظام البيئي ، وأن يحسن التعامل مع الموارد ويعمل على تنميتها ، أما بخصوص المستويات المعيارية لمحتوى المنهج كان من أبرزها المعيار السادس : " يرتبط المحتوي في أي مجال دراسي بالبيئة والتكنولوجيا المحيطة بالمتعلم " ( المعايير القومية للتعليم ، 2003 م ، ص ص 174: 198 ) .
لهذا عقد جهاز شئون البيئة ورشة عمل " إدماج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية " بالقاهرة (2005 م) ، و التي شارك فيها مجموعة من الخبراء والمهتمين بالمناهج والتربية البيئية، وناقشت كيفية إدخال البعد البيئي في المناهج الدراسية (جهاز شئون البيئة، 2005 م).
تأسيساً على ما تقدم يتضح أن التربية البيئية أصبحت مسئولية عامة تتحملها المؤسسات والمنظمات دوليًا وإقليميًا ومحليًا .
ويقع العبء الأكبر في تحقيق التربية البيئية على عاتق المؤسسات التربوية ، فهي التي تعني بالسلوك الإنساني وتنميته وتطويره وتغييره ، وهي تهدف إلى تزويد الأفراد بالمهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم ، متكيفين مع الجماعة التي يعيشون بينها ، وهي التي تعني بتربية النشء من خلال برامجها المتنوعة (فاطمة أبو شوك ،2005م ، ص 3 ) .
و تأتي المؤسسات التعليمية في مقدمة المؤسسات التربوية التي يجب أن تتبنى البرامج التي تهدف إلى تحقيق أهداف التربية البيئية من خلال مناهجها الدراسية ، وتعد التربية البيئية مدخلاً من المداخل المتعددة لتطوير التعليم وتحديثه ، وجعله وظيفيًا يعالج مشكلات المجتمع ويساهم في تهيئة التلاميذ لاتخاذ قرارات ايجابية نحو حسن استغلال الموارد والمحافظة عليها وصيانتها وعدم تلويثها ( محمد السيد جميل ، 2003م ، ص ص14:12 ) .
ويعتقد أن منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" من المناهج الدراسية التي يمكنها المساهمة في تحقيق أهداف التربية البيئية لدى التلاميذ ، حيث إن دراسة هذا المنهج تشمل البحث عن الموارد المتاحة والمعلومات والمعارف ، واستخدام الموارد المختلفة في حل المشكلات التكنولوجية (عادل أبو زيد وآخرون ، 2005 م ، ص3 ) .
لذلك اهتم القائمون على تخطيط وبناء وتطوير مناهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية بتوجيه تلك المناهج لتعمل على تربية التلاميذ تربية بيئية سليمة.

تحديد مشكلة الدراسة :
بالرغم من الاهتمام الدولي والإقليمي والمحلي بقضايا البيئة والتربية البيئية ، إلا أن العديد من الدراسات والبحوث وثيقة الصلة بالموضوع ومنها دراسة (جيهان كمال و محب الرافعي ( 1994م ) ، ودراسة نوال الشيخ ( 1995م) ، ودراسة سهير حجاب (1998م) ، ودراسة عصام عبد النبي (2001م) ، ودراسة طه حسين جمال (2003م) ، ودراسة محمد السيد جميل ( 2003م) ، ودراسة حمد السالمي ومحمد الخلافي (2003م).
أسفرت نتائجها عن ما يلي :
1. تدني مستوى الوعي البيئي لدى الأفراد عامة وتلاميذ التعليم العام بخاصة .
2. أهداف المواد الدراسية عامة لا تعطي اهتمامًا كافيًا بأهداف التربية البيئية.
3. محتوى المواد الدراسية لا يسهم بدرجة كافية في تحقيق أهداف التربية البيئية.
4. لا يوجد تجانس بين أهداف بعض المواد ومحتوى المنهج المقابل لها.
وقد أكدت معظم هذه الدراسات علي ضرورة تقويم جميع مناهج التعليم في مراحل التعليم المختلفة للتأكد من تحقيقها لأهداف التربية البيئية .
وبالرغم من أهمية تحقيق أهداف التربية البيئية من خلال المناهج الدراسية بصفة عامة ، ومنهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" - الذي يمثل أحد المناهج المستحدثة في منظومة التعليم المصري - بخاصة ، والذي يتناول التكنولوجيا التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشكلات البيئة من حيث الأسباب والحلول إلا أنه لم تجري أية دراسة تقويمية- في حدود علم الباحث – استهدفت تقويم منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية بجمهورية مصر العربية في ضوء أهداف التربية البيئية ، رغم أن تحقيق أهداف التربية البيئية يمثل أحد الاتجاهات العالمية التي نسعى دائمًا إلى تطعيم مناهجنا بها وهذا ما دعى الباحث إلى التصدي لهذا الموضوع بالدراسة ومن هنا نبع الإحساس بالمشكلة .

تساؤلات الدراسة :
حاولت هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالية :
1. ما أهداف التربية البيئية التي يمكن تحقيقها من خلال منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية ؟
2. ما أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية في ضوء أهداف التربية البيئية ؟
3. ما مدى إسهام أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " الحالي بالمرحلة الإعدادية في تحقيق أهداف التربية البيئية ؟
4. ما مدى إسهام محتوى منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " الحالي بالمرحلة الإعدادية في تحقيق أهداف التربية البيئية ؟
5. ما الإطار المقترح لمنهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية في ضوء أهداف التربية البيئية ؟

أهمية الدراسة :
قد تسهم الدراسة الحالية في :
1. مساعدة واضعي وثيقة منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية في وضع وثيقة المنهج - متضمنة الأهداف والمحتوى واستراتيجيات التدريس و معايير التقويم وأساليبه - بما يحقق أهداف التربية البيئية.
2. تقديم قائمة بأهداف التربية البيئية التي يمكن تحقيقها من خلال منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية.
3. تقديم قائمة بأهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية متضمنة أهداف التربية البيئية.
4. تقديم نموذج لتطوير منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية في ضوء أهداف التربية البيئية بحيث يمكن الاستفادة منه في تطوير بعض المناهج المماثلة.
حدود الدراسة :
اقتصرت عملية التقويم علي ما يلي :
1. منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" بالمرحلة الإعدادية للعام الدراسي 2005- 2006م.
2. تحليل أهداف ومحتوى منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية للعام الدراسي2005 – 2006م.
3. تقديم إطارعام لوثيقة منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية متضمنًا أهدافه ومحتواه واستراتيجيات تدريسه ومعايير تقويمه وأساليب التقويم المناسبة وذلك في ضوء أهداف التربية البيئية.

مُسلمات الدراسة :
انطلقت هذه الدراسة من المسلمات التالية :
§ التربية البيئية ضرورة لأفراد المجتمع .
§ للمناهج التعليمية دور رئيس في تحقيق أهداف التربية البيئية.
§ لمنهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" دور رئيس في تحقيق أهداف التربية البيئية.
§ التقويم والتطوير المستمر لمنهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" ضرورة تربوية.
§ يمكن تقويم وتطوير منهج "التكنولوجيا وتنمية التفكير" بالمرحلة الإعدادية في ضوء أهداف التربية البيئية.
§ فروض الدراسة :
حاولت الدراسة الحالية تعرف مدي صحة الفروض التالية بالقبول أو بالرفض :
1. يمكن إعداد قائمة بأهداف التربية البيئية التي ينبغي تحقيقها من خلال منهج التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية .
2. يمكن إعداد أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية متضمنة أهداف التربية البيئية .
3. أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " الحالي للمرحلة الإعدادية لا تتضمن أهداف التربية البيئية .
4. محتوى منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " الحالي للمرحلة الإعدادية لا يراعي أهداف التربية البيئية.
5. يمكن تطوير منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" للمرحلة الإعدادية في ضوء أهداف التربية البيئية .
منهج الدراسة :
استخدم الباحث المنهج التحليلي التفسيري في دراسة واقع منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية في ضوء قائمة أهداف التربية البيئية التي يجب تضمينها بها .

مصطلحات الدراسة :
§ التقويم :
يعرفه جودت سعادة وعبد الله إبراهيم بأنه : عملية تشخيصية علاجية وقائية ، بمعنى أنه يهتم بتحديد نواحي القوة ونقاط الضعف في الشيء أو الموضوع المراد تقويمه ، وذلك بالاستعانة بالأدوات والقياسات المتعددة التي تقدم البيانات والأدلة الكافية ،على أن يتم تدعيم أوجه القوة ، وتقديم العلاج المناسب لأوجه القصور (جودت سعادة وعبد الله إبراهيم، 2004م ، ص351 ) .
ويعرف كمال زيتون التقويم بأنه: "عملية إصدار حكم بناءً علي معايير معينة ، في ضوء بيانات أو معلومات (كمية وكيفية) عن فكرة أو ظاهرة أو موقف أو سلوك" (كمال زيتون ، 2005 م، ص 542 ).
§ تقويم المنهج :
يعرف أحمد اللقاني وعلي الجمل تقويم المنهج بأنه : " مجموعة الإجراءات والأساليب التي تتخذ لتعرف مدى صلاحية المنهج بكافة أبعاده : أهدافه ، ومحتواه ، وأنشطته ، ومصادر تعلمه ، وأساليب تقويمه ، ومدى تحقيق الأهداف التي وضع من أجلها ( أحمد اللقاني ، علي الجمل ، 2003م ، ص 140 )..
ويعرف " تقويم المنهج " إجرائيًا في هذه الدراسة بأنه :"عملية جمع للمعلومات والبيانات التي تشير بعد حصرها وتحليلها وتفسيرها إلى تعرف نواحي القوة والضعف من حيث تحقيق منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " الحالي للمرحلة الإعدادية لأهداف التربية البيئية".
§ التكنولوجيا :
هي طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته ، والاستفادة مما توصل إليه العلم من قوانين ونظريات وتطبيقها في اكتشاف وسائل تكنولوجية تساعد الإنسان على زيادة قدراته ، وتلبية احتياجاته ، وحل مشكلاته ( عادل أبو زيد وآخرون ، 2005م ، ص4 ) .
ويرى أحمد عوض أن لفظ " تكنولوجيا " يعبر عن النشاط الإنساني الذي يتناول تطبيق العلم فى الأغراض العلمية بغرض تحقيق أفضل استفادة من الموارد البشرية والطبيعية والصناعية المتاحة ، بما يخدم المجتمع والإنسانية بصفة عامة ( أحمد عوض ، 2002م ، ص 164 ) .
ويقصد بالتكنولوجيا في هذه الدراسة : " جهد إنساني و طريقة للتفكير في استخدام المعلومات والمهارات والخبرات و العناصر البشرية وغير البشرية المتاحة ، وتطبيقها في اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته.
§ منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير ":
هو المنهج الذي يدرسه تلاميذ المرحلة الإعدادية ، والذي يختص بدراسة التكنولوجيا كنشاط إنساني ويتعرفون من خلاله على نظم التكيف والتحكم وعناصرها الأساسية و التي تشمل على الأدوات والخامات والمعدات وطرق الإنتاج والمعرفة والمهارات والطاقة والوقت ورأس المال وتطور هذه النظم وطرق استخدام الموارد لحل المشكلات العلمية ، وكذلك آثار تطور التكنولوجيا على الأفراد والمجتمع والبيئة (عادل أبو زيد وآخرون ، 2005م ، ص5 ) .
§ التربية البيئية :
لقد تعددت تعريفات علماء التربية للتربية البيئية وفقًا لطبيعة البحوث والدراسات الخاصة بهم فيعرفها أحمد شلبي بأنها: " جهد تعليمي موجه أو مقصود نحو التعرف وتكوين المدركات لفهم العلاقات المعقدة بين الإنسان وبيئته بأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيولوجية والطبيعية حتى يكون واعيًا بمشكلاتها وقادرًا على اتخاذ القرار نحو صيانتها والإسهام في حل مشكلاتها من أجل تحسين نوعية الحياة لنفسه ولأسرته ولمجتمعه والعالم " ( أحمد شلبي ، 1993 ، ص70 ) .
ويعرف النجدي " التربية البيئية " على أنها عملية يتم من خلالها توعية الأفراد والجماعات ببيئتهم وتفاعل عناصرها البيولوجية والفيزيائية والاجتماعية والثقافية ، فضلاً عن تزويدهم بالمعارف والقيم والمهارات والخبرة ، بل بالإدارة التي تيسر لهم سبل العمل فرادى وجماعات ، في حل مشكلات البيئة في الحاضر والمستقبل ، وينبغي أن تكون هذه التربية هادية لا لسلوك الناس وحدهم وإنما أيضًا لسلوك المسئولين الذين تتأثر البيئة بقراراتهم (أحمد النجدي ، 2003 م ، ص 538 ) .
ويمكن تعريف التربية البيئية إجرائيًا :
بأنها " عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم ، وإثارة اهتمامهم نحو البيئة بمفهومها الشامل والمشاركة المتعلقة بها ، وذلك بتزويدهم بالمعارف ، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية ، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة " ، وهو التعريف المأخوذ به في هذه الدراسة .
( محب الرافعى وآخرون ، 2006م ، ص 9 )

أدوات الدراسة :
§ قائمة بأهداف التربية البيئية التي يمكن تحقيقها من خلال منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية .
§ معيارًا لتقويم أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" في ضوء قائمة الأهداف التي تم التوصل إليها .
§ أداة لتحليل محتوى منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" في ضوء قائمة الأهداف التي تم التوصل إليها .
إجراءات الدراسة :
لإجراء الدراسة الحالية تم اتخاذ الإجراءات التالية :
§ دراسة الأدبيات المرتبطة بموضوع الدراسة ومحاوره الرئيسة الثلاثة وهي :
- التكنولوجيا وعلاقتها بالعلم والمجتمع والبيئة .
- تنمية التفكير من خلال المناهج الدراسية .
- التربية البيئية وعلاقتها بالمناهج الدراسية .
§ دراسة بعض الدراسات والبحوث السابقة في هذا المجال .
§ صياغة قائمة بالأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " بالمرحلة الإعدادية في صورة مبدئية.
§ عرض القائمة على السادة المحكمين لمراجعتها وضبطها .
§ تعديل القائمة وصياغتها في صورتها النهائية.
§ إعداد معيار لتقويم أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" في ضوء قائمة الأهداف التي تم التوصل إليها.
§ عرض المعيار على السادة المحكمين لضبطه ومراجعته .
§ تعديل المعيار وصياغته في صورته النهائية .
§ استخدام المعيار في تقويم أهداف منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير".
§ إعداد أداة لتحليل محتوى منهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير" في ضوء قائمة الأهداف التي تم التوصل إليها.
§ عرض الأداة على السادة المحكمين لضبطها ومراجعتها .
§ تعديل الأداة وصياغتها في صورتها النهائية.
§ استخدام الأداة في تحليل محتوي منهج "التكنولوجيا وتنمية التفكير".
§ تسجيل نتائج تحليل أهداف ومحتوي المنهج وتحليلها وتفسيرها .
§ وضع تصور مقترح لمنهج " التكنولوجيا وتنمية التفكير " للمرحلة الإعدادية في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج .
§ عرض التصور المقترح للمنهج على السادة المحكمين لضبطه ومراجعته .
§ تعديل التصور المقترح ووضعه في صورته النهائية.
§ تقديم التوصيات والمقترحات في ضوء نتائج الدراسة .

ليست هناك تعليقات: