الاثنين، 17 نوفمبر 2014

(30) نظرية  الذكاءات المتعددة ومناهج العلوم


اهتم علماء النفس بوضع تعريفات ونظريات؛ لفهم طبيعة الذكاء الإنساني وتفسيره، حيث يعرفه البعض بأنه" القدرة على فهم الأشياء وحل المشكلات وعلى التعلم من الخبرة" وهو يعني " قدرة شخص ما على معالجة مشكلة ذات طبيعة نظرية أو عملية بتحديد عناصرها وترتيبها هرميًا بغرض الوصول إلى حلها، مستـخدماً في ذلك خبراته السـابقة " ( جابر عبد الحميد، 2010، ص13).
في حين يعرفه " جاردنرGardner " بأنه " مجموعة قدرات تساعد الفرد على حل المشكلات، أو مواجهة الصـعوبات، أو تقديم معرفة جديدة، أو تقديم منتج جديد يعد قيماً ومفيداً في سياق ثقافي معين " (Gardner, 1993, P. 61).
بينما عرفه البعض بأنه " القدرة العقلية العامة،أو القدرة على الاستنباط والاستدلال وإدراك العلاقات بين الأشياء والتكيف والمواءمة والقدرة على التفكير" (علاء الدين كفافي،2000، ص36).
كما يعرفه آخرون بالقدرة الكلية العامة على القيام بفعل مقصود، والتفكير بشكل عقلاني، والتفاعل مع البيئة بكفاية، فالذكاء يعني قدرات الفرد في عدة مجالات، كالقدرات العالية في المفردات والأرقام، والمفاهيم وحل المشكلات، والقدرة على الإفادة من الخبرات، وتعلم المعلومات الجديدة (سليمان عبد الواحد،2010، ص149).   
أما "معجم علم النفس والطب النفسي"  فيُعرفه على أنه " قدرة عقلية عامة على الاستدلال والاستـخدام المرن للذاكرة، والقدرة على الحكم واستخدام المعلومات، ومواجهة المـواقف والمشـكلات الجديدة" ( جابر عبد الحميد وآخرون، 1991، ص1135).
 لذلك يصنف بعض علماء النفس تعريفات الذكاء إلى ثلاث مجموعات هي:
1.       القدرة على التعلم والإفادة من الخبرات السابقة.
2.       القدرة على التكيف والتوافق مع الظروف والمواقف الجديدة.
3.     القدرة على القيام بعمليات التفكير العليا، وخاصة التفكير المجرد وإدراك العلاقات بين عناصر الموقف واستخدام اللغة (علاء الدين كفافي وآخرون، 2009, ص ص107:106).
كما نشأ جدل بين اتجاهين علميين حول طبيعة الذكاء الإنساني، اتجاه يؤمن بأحادية الذكاء، ويدعم بعلماء قدامى أمثال: جالتون (Galtonوأيزك Eysenck))، وسبيرمان (Spearman)، وحديثًا مثل هيرنستون وموري (Hernstein & Murray)، وغيرهم، أما الاتجاه الثاني فكان يؤمن بتعددية الذكاء، مدعومًا بعلماء أمثال: ثرستون (Thurstone)، ستيرنبرج Sternberg))، وفؤاد أبو حطب، وجاردنر ((Gardner، وغيرهم، ( سليمان عبد الواحد،2010، ص19).    
لذلك كانت المشكلة الأساسية والتي كان ولا يزال علماء النفس يواجهونها ويحاولون تفسيرها هي تحديد مفهوم الذكاء وما إذا كان يتألف من قدرة واحدة، أم يتألف من مجموعة من القدرات ؟
 وفيما يلي يعرض الباحث لأهم هذه المحاولات المتمثلة فيما يسمى بنظريات الذكاء:
أولاً: نظرية العامل الواحد (Unifactor Theory):
ترجع إلي عالم النفس "بينيه Benet" حيث قام ومجموعة من زملائه بوضع أول اختبار للذكاء، وقد كان لنظريته فضل كبـير في ضـبط الرؤى العقـلية للذكاء، ودور كبير في سيادة المدخل "السيكومتري" في دراسته، حيث ظهرت العديد من "الاختـبارات والمـقاييس" لقياس القدرات العقلية، حيث صمم (50) سؤالاً عن بعض المعلومات حول أجزاء الجسم، وتسمية أشياء عامة، وتكرار لأعداد ورسوم من الذاكرة، وإيجاد الكلمة الصحيحة لتكملة الجمل، وقد رتبت ترتيبًا يتدرج في الصعوبة (علاء الدين كفافي،2010، ص 24).
ويرى "بينيه" أن الذكاء أحادي عام (G) General Factor، وقد حدد الذكاء بوصفه:
§   القدرة على اتخاذ موقف أو قرار.
§   القدرة على التكيف المباشر للمواقف الجديدة.
§   القدرة على نقد وتقييم الذات (عزو عفانة ونائلة الخزندار، 2007، ص ص55: 75)

ثانيًا: نظرية العاملين ﻠ "سبيرمان"(Two Factors Theory)  :
ترجع إلي عالم النفس "سبيرمان Spearman " الذي أعلن أن كل مظهر من مظاهر النشاط العقلي يتكون من عنصر يسمى العامل العام (G) General Factor، و يتضمن عوامل نوعية كثيرة العدد تسمى Specific Factor (S)، وكل عامل من هذه العوامل يتكون من عدة عوامل، ويختص كل واحد منها في مظهر واحد من مظاهر النشاط العقلي التي يقوم بها الفرد، ولا يمكن لمظهرين من مظاهر النشاط أن يشتركا في عامل نوعي واحد (يوسف قطامي، 2005، ص ص83:82).
ثالثًا: نظرية العوامل المتعددة عند ثورنديك(Multi factors Theory)   
ترجع هذه النظرية إلي عالم النفس "ثورنديك" الذي أعلن أن الذكاء عدد كبير من قدرات خاصة مستقل بعضها عن بعض، ويتوقف على عدد ونوعية الارتباطات التي يمتلكها الفرد والتي تصل بين المثيرات والاستجابات، وقسم الذكاء إلى ثلاثة أنواع هي:
§  الذكاء النظري: ويتألف من القدرات التي استخدمها الفرد في معالجة المعاني والرموز من ألفاظ وأرقام ومفاهيم مجردة بكفاءة.
§  الذكاء العملي: ويتألف من القدرات التي يعالج بها الفرد الأشياء والمواقف المحسوسة، وإدارة وإصلاح الآلات والتركيبات الميكانيكية.
§  الذكاء الاجتماعي: ويتألف من القدرات اللازمة للتعامل مع الناس وفهمهم وفهم سياستهم وهي تتضمن ما يسمى بالكياسة والاتزان الانفعالي، والقدرة على التأثير والاستجابة لمشاعر الآخرين (عزو عفانة ونائلة الخزندار، 2007، ص ص57: 58).
رابعًا : نظرية القدرات العقلية الأولية عند "ثيرستون "Thurstone:
ترجع إلي عالم النفس "ثيرستون" Thurstone"" الذي يرى أن هناك عددًا من القدرات العقلية الأولية، التي تدخل في تكوين الأداء العقلي، وهي العامل المكاني و الإدراكي والعامل العددي، وعامل العلاقة اللفظية وعامل التذكر وعامل الطلاقة اللغوية، وعامل التفكير الاستدلالي، وعامل التفكير الاستقرائي، وعامل التفكير الاستنباطي (صلاح الدين عرفه، 2006، ص ص 229:228). 
ويرى " ثيرستون Thurstone" أن هناك عددًا من العوامل التي تعبر عن أشكال متجانسة من الأداء يختص كل منها بصفة واحدة، وقد كشف عن وجود سبع قدرات عقلية أولية وهي :
o  القدرة اللفظية: وتعني القدرة على فهم معاني الكلمات والألفاظ واستيعابها.
o  القدرة على الطلاقة اللفظية: وتعني القدرة على استخدام الكلمات والألفاظ.
o  القدرة العددية: وتعني القدرة على معالجة الأرقام والعمليات الحسابية بسهولة ويسر.
o  القدرة على التذكر: وتعني القدرة على استعادة ما تعلمه.
o  القدرة المكانية: وتعني القدرة على التصور البصري للأشكال في الفراغ.
o  القدرة الإدراكية : وتعني القدرة على تمييز الأشياء بالوقوف على أوجه التشابه والاختلاف.
o القدرة الاستدلالية: أي استنتاج القاعدة من المفردات الجزئية، وهي تتضمن القدرة الاستنباطية، وهي استنباط الأجزاء من القاعدة ( علي خطاب، 2003، ص ص81:77).
خامسًا: النظرية المعرفية ( النموذج المعرفي المعلوماتي):
ينظر للقدرات العقلية وفق هذه النظرية على أنها أنماط واستراتيجيات معرفية، تشمل ما يسمى العمليات المعرفية، وأن الموقف المشكل الذي يستثير السلوك المعرفي عند الفرد قد ينشأ عن نقص المدخلات أو الأدلة أو الوسائل أو العادات، والتي يعبر عنها بمصطلح واحد أكثر شمولاً وهو" المعلومات" والذي يصل الفرد في نهايته إلى الحل أو تقديم المخرجات، ويتميز هذا النموذج بالاتساق المنطقي في تصنيف المتغيرات، وقدرته على معالجة العمليات المعرفية الثلاث الرئيسة، وهي " التفكير والتعلم والتذكر " كما أنه قدم مجالاً جديداً وهو الذكاء الشخصي، إلى جانب الذكاء المتصل بالمعلومات الموضوعية، والاجتماعية (عبد الحميد صبري، 2006، ص ص 58:37).
سادسًا: نظرية ستيرنبرج( نظرية الذكاء الثلاثي): 
اتجه "ستيرنبرج" إلى محـاولة فهم الذكاء من خلال عمليـات تجهيـز المعلومات وحل المشكلات، حيث استخـدم نماذج تجهيـز المعلـومات والنماذج الرياضية لتحليل العمليات، وذلك لتحليل الأداءات إلى عواملها الأولية، وبناء على أعماله المبكرة قدم نظريتـه للذكـاء الـثلاثي، والتي اقتـرح فيـها ثلاثة أنـواع للـذكاء:
§  الذكاء العملي: ويحاول الفرد من خلاله تطبيق ما يعرفه كل يوم في السياقات المختلفة.
§  الذكاء الابتكاري: ويحاول الفرد من خلاله حل نوع جديد من المشاكل التي تتطلب التفكير حول المشكلة وعناصرها بطريقة جديدة.
§ الذكاء التحليلي: ويحاول الفرد من خلاله حل المشكلات باستخدام استراتيجيات تتناول عناصر المشكلة أو العلاقة بينها (جابر عبد الحميد،2010، ص ص 37 :38).
و يُعد تصنيف " أبو حطب" هو الأول في الذكاءات المتعددة، حيث طور نموذجًا من سبعة ذكاءات هي: الذكاء الحسي، الذكاء الحركي، الذكاء الإدراكي، الذكاء الرمزي، الذكاء السيماتي، الذكاء الشخصي، الذكاء الاجتماعي (فتحي يونس وآخرون، 2004، ص ص52:51).
يتضح مما سبق أن فكرة التعددية في دراسة الذكاء ليست جديدة، حيث أكد "بينيه" أن الذكاء ليس قدرة واحدة ضيقة النطاق يمكن قياسها بنوع واحد من الاختبارات، وقد ميز "ثورنديك" بين أنواع ثلاثة من الذكاء هي المجرد والميكانيكي والاجتماعي، ثم قدم "ستيرنبرج" تصنيفًا ثلاثيًا للذكاء هي الذكاء العملي والذكاء الابتكاري والذكاء التحليلي، وعليه فقد انبثقت نظريات حديثة حلت تدريجيًا محل النظريات القديمة، حيث تنظر هذه النظريات الحديثة إلى الذكاء الإنساني بميزان التعددية، ومن أهم هذه النظريات نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر (Howard Gardner).   

سابعًا: نظرية الذكاءات المتعددة عند جاردنر MI)) ( Multiple Intelligences Theory).
تحدثت العديد من الأدبيات عن نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر على النحو التالي:
 (صفاء الأعسر وعلاء كفافي،2000،ص ص 90:88)، Gardner.H, 2004.P P: 29:42) )، (هوارد جاردنر، 2005، ص ص 45:44)، ( يوسف قطامي، 2005، ص ص 93: 102)، (حمدان الشامي،2008،ص ص33:32)، (علاء الدين كفافي،2009، ص ص134:124)،   (سليمان عبد الواحد،2010، ص ص30:24)، (جابر عبد الحميد،2010، ص ص 39 :42)
ظل "الذكاء" في نظر بعض علماء النفس ملكة عقلية واحدة, وأن المرء إما أن يكون ذكيًا أو غبيًا, إلا أن تغيرًا جوهريًا أحدثه "هوارد جاردنر" (Howard Gardner ), عندما وضع أسس نظرية الذكاءات المتعددة MI)) ، وهي تفترض أن الذكاء ليست أشياء يمكن رؤيتها أوعدها بل أنها قدرات أو إمكانيات سوف تنشط أو لا تنشط استنادًا إلى قيم ثقافية معينة وإلى الفرص المتاحة في الثقافة والقرارات الشخصية التي يتخذها الأفراد أو عائلاتهم ومدرسوهم وآخرون، وأن الإنسان له عدة ذكاءات وليس ذكاءً واحدًا .
وقد اقترح " جاردنر " سبعة أنواع في كتابه أطر العقل frames of mind)) الذي نشره عام 1983م وهذه الأنواع السبعة هي : اللغوي، والمنطقي الرياضي، و المكاني، و الحركي، والموسيقي، والاجتماعي، والشخصي، ثم أضيفت إليها عدة أنواع من الذكاءات مثل الذكاء الوجودي والذكاء الطبيعي والذكاء الأخلاقي وغيرها.
وسوف نتناول بشيء من التفصيل مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة وأنواع الذكاءات التي تبنتها، والقيمة التربوية للنظرية، وعلاقتها باستراتيجيات التعليم والتعلم، وعلاقتها بأساليب المتعلمين في التعلم، وأهم تطبيقاتها التربوية، والتقويم الأصيل في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة، وعلاقة النظرية بتطوير مناهج العلوم، وذلك على النحو التالي: 
1.      مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة  MI)):
تقوم نظرية الذكاءات المتعددة على مجموعة من المبادئ كما أوضحتها بعض الكتابات:
(Gardner. H, 2004, P P29:42)، Mahmud Abdallah, 2008))، (أشرف حسين،2008، ص ص 85:41)، (محمد عبد الهادي ،2008ج ، ص 99)، (سليمان عبد الواحد،2010، ص ص34:30)، (جابر عبد الحميد،2010، ص ص 39 :42)
§الذكاء الإنساني ليس نوعًا واحدًا بل هو أنواع عديدة ومختلفة.
§جميع الأفراد لديهم على الأقل سبعة ذكاءات تعمل بدرجات متفاوتة.
§معظم الناس يستطيعون تنمية كل ذكاء إلى مستوى مناسب من الكفاءة.
§الذكاءات لا توجد مستقلة كل واحد عن الآخر.
§الذكاءات المتعددة هي أداة وليست هدفًا في حد ذاته.
§لا يوجد شخصان لديهما نفس قدرات الذكاء حتى ولو كانا توأمين لأن خبراتهما مختلفة.
2.      أنواع الذكاءات وفقًا لنظرية الذكاءات المتعددة  MI)):
سوف نتناول فيما يلي أشهر سبعة ذكاءات من الذكاءات التي تناولها "جاردنر" وزملاؤه وهي:
*     الذكاء اللغوي - اللفظي ( Verbal -Linguistic Intelligence):
وهو قدرة الفرد على استخدام اللغة للتعبير عن أفكاره ولفهم الأشخاص الآخرين و يتضمن الإحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها، والمتعلمون المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يحبون القراءة والكتابة ورواية القصص، كما أن لديهم قدرة كبيرة على تذكر الأسماء، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء اللغوي:
§استمتع بلعب العديد من الألعاب الكلامية.
§أحب لعب الكلمات المتقاطعة.
§أكتب دائمًا الأشياء التي تعرف الآخرون علي.
§اللغة العربية والدراسات والتاريخ أسهل عندي في الدراسة من الرياضيات والعلوم.
§الكتاب يعبر عن هويتي ( سليمان عبد الواحد،2010، ص ص 51:50).     
*     الذكاء المنطقي الرياضي-Logical Intelligence)   Mathematical):
وهو قدرة الفرد على التفكير باستعمال الاستنتاج والاستنباط، والتعامل مع الأرقام والعمليات الحسابية التي يقوم على أساسها علم الرياضيات، والمتعلمون المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يتمتعون بموهبة حل المشكلات، ولديهم قدرة عالية على التفكير، ويطرحون أسئلة بشكل منطقي ويمكنهم أن يتفوقوا في المنطق المرتبط بالعلوم وبحل المشكلات العلمية ،ويتضمن الحساسية للعلاقات المنطقية في البناء التقريري والافتراضي( بما أن...، إذن...، السبب والنتيجة) وغيرها من نماذج التفكير المجرد، وتشتمل على عمليات التجميع في فئات، التصنيف، الاستدلال، التعميم، اختبار الفروض، المعالجات الحسابية، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء المنطقي الرياضي:
§أنا مهتم بالتطورات الجديدة في العلوم.
§العلوم والرياضيات من بين المواد الدراسية المفضلة عندي في الدراسة.
§أفضل الألعاب والألغاز التي تتطلب تفكيرًا منطقيًا.
§أشعر بأنني أكثر راحة حين أقوم بقياس شيء وتصنيفه في قائمة وتحليله.
§أستطيع حساب الأعداد بسهولة.
(علاء الدين كفافي وآخرون، 2009، ص ص 127:126)
*     الذكاء المكاني البصريSpatial-Visual Intelligence) ):
وهو قدرة الفرد على خلق تصورات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنياً، وتصوير العالم المكاني داخليًا في العقل مثل الطريقة التي يبحر بها الطيار أو البحار في أرجاء العالم الواسع، أو الطريقة التي استخدمها النحات، والمتعلمون الذين يتفوقون في هذا  النوع من الذكاء في حاجة لصور ذهنية لفهم المعلومات الجديدة، كما يحتاجون معالجة الخرائط واللوحات والجداول وتعجبهم ألعاب المتاهات، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء المكاني البصري :
§كانت الهندسة عندي أسهل من الجبر في الدراسة.
§أستطيع رؤية الصور عندما أغلق عيناي.
§أتخيل طريقي دون حاجة إلى خريطة.
§أحب الرسم والخرائط والأشكال التوضيحية.
§كثيرًا ما استخدم آلة التصوير لأسجل ما أراه من حولي.
(جابر عبد الحميد، 2010، ص ص 42:39)
*     الذكاء الموسيقيMusical Intelligence) ):
وهو قدرة الفرد على التفكير في الموسيقى وسماع القوالب الموسيقية والتعرف عليها ويتجلى في الإحساس بالمقامات الموسيقية والأصوات وكذلك الانفعال بالآثار العاطفية لهذه العناصر الموسيقية، ونجد هذا الذكاء عند المتعلمين الذين يستطيعون تذكر الألحان والتعرف على الإيقاعات، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء الموسيقي :
§أنا ألعب على آلة موسيقية.
§صوتي غنائي جميل .
§أفضل استماع المقطوعات الموسيقية.
§أفضل العمل وأنا أستمع الموسيقى.
§أطرب لسماع الموسيقى وأتفاعل معها.
(يوسف قطامي، 2005، ص 97)
*     الذكاء الجسمي – الحركي (Kinesthetic- Bodily Intelligence):
وهو قدرة الفرد على استعمال الجسم لحل المشكلات والقيام ببعض الأعمال والتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم، والتلاميذ المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يتفوقون في الأنشطة البدنية وفي التنسيق بين المرئي والحركي وعندهم ميول للحركة ولمس الأشياء،  ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء الجسمي الحركي:
§أحب الألعاب الرياضية وألعب رياضة واحدة على الأقل.
§من الصعب أن أجلس ساكنًا لفترات طويلة من الزمن.
§أفضل عمل الأشياء بيدي.
§أقضي وقتًا طويلا خارج المنزل.
§أقوم بأعمال حركية مثل المشي أو الجري (أشرف حسين، 2008، ص ص 85:41).

*     الذكاء الشخصي الخارجي (الاجتماعي) (Intelligence Interpersonal ):
وهو قدرة الفرد على فهم الناس الآخرين كيف يعملون، كيف يتعاونون مع بعضهم البعض، والعمل بفعالية مع الآخرين وفهمهم وتحديد أهدافهم، وحوافزهم ونواياهم ورغباتهم ودوافعهم، وبناءً عليها يتفاعل معهم بكفاءة، والتلاميذ المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يحبون العمل الجماعي ولهم القدرة على لعب دور الزعامة والتنظيم والتواصل والوساطة والمفاوضات، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء الخارجي (الاجتماعي):
§ألجأ إلى الآخرين عند شعوري بمشكلة.
§أفضل الرياضات الجماعية.
§أفضل العمل وسط الزحام.
§لي مجموعة من الأصدقاء أجلس معهم.
§أحب الخروج في رحلات جماعية. Amanda Pociask, BS, 2007))
*     الذكاء الشخصي الداخليIntrapersonal Intelligence) ):
وهو قدرة الفرد على أن يتعمق داخل نفسه ومعرفة مما يتكون، وما هي حدود قدراته، وكيف يتفاعل مع الأشياء، وما هي الأشياء الواجب تجنبها، وما هي الأشياء المفروض أن يتجه نحوها، ويتضمن قدرة الفرد على فهم انفعالاته ونواياه وأهدافه، والمتعلمون المتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي بالأنا، ولهم ثقة كبيرة بالنفس ولهم إحساس قوي بقدراتهم الذاتية ومهاراتهم الشخصية، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء الداخلي:
§أفكر دائمًا في مستقبلي وطموحاتي.
§أميل إلى الاختلاء بنفسي.
§أحتفظ بدفتر يوميات شخصية أسجل فيه أحداث ووقائع حياتي.
§لدي نظرة واقعية لنواحي قوتي ونواحي ضعفي.
§أفكر في أن أكون صاحب مشروعات Amanda Pociask, BS, 2007)).
تلك هي الذكاءات التي اقترحها " جاردنر"  في كتابه أطر العقل والتي أضيفت إليها عدة أنواع من الذكاءات مثل الذكاء الوجودي والذكاء الطبيعي والذكاء الإبداعي والذكاء الأخلاقي وغيرها، وأورد محمد عبد الهادي قائمة مقترحة بأنواع الذكاءات المتعددة وتتضمن (132) نوعًا من أنواع الذكاء، نورد فيما يلي بعضًا من التفاصيل عن الذكاء الطبيعي وذكاء القيم؛ لعلاقة كل منهما بموضوع البحث (محمد عبد الهادي ،2008ب ، ص ص115:82).


*     الذكاء الطبيعي Natural Intelligence) ):
 وهو قدرة الفرد على تمييز الكائنات الحية من نباتات وحيوانات، وتصنيفها داخل بيئته،  إضافة إلى الحساسية للمظاهر الأخرى في عالم الطبيعة مثل السحب والصخور، والتلاميذ المتميزون في هذا النوع من الذكاء تغريهم الكائنات الحية في الطبيعة، ويظهرون تقديرًا للبيئة ويظهرون فهمًا عميقًا لها، ولديهم مهارة أكبر في تطبيق التصنيفات المقبولة الخاصة بالعشائر المختلفة وفقًا لأجناسها، ويحبون علم التصنيف وعلم الأحياء والكائنات الدقيقة، وقد يمتلكون موهبة الاعتناء بالكائنات والترويض، ومن أهم العبارات التي تعبر عن الذكاء الطبيعي:
§أحب تصنيف الأشياء والكائنات عن طريق صفاتها وسماتها.
§أستمتع بالعمل في الحدائق.
§الحيوانات مهمة بالنسبة لي.
§أحب دراسة علم النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة.
§القضايا والمشكلات البيئية مهمة بالنسبة لي ( سليمان عبد الواحد، 2010، ص 59) .
*     ذكاء القيم Values Intelligence) ):
وهو قدرة الفرد على الاستعداد للاعتراف بالموضوعات التي ترتبط بقدسية الحياة في أوجهها المختلفة، وبصفة خاصة قدسية الحياة الإنسانية وفي حالات كثيرة قدسية المخلوقات الحية، والعالم الذي يعيشون فيه، وعندما يتعدى المرء على حقوق الآخرين عند تعامله مع المخلوقات الأخرى وعلى فرصهم في الحياة وعلى أن يعيشوا في سهولة ويسر فإن المرء يكون قد دخل منطقة النفوذ الأخلاقي، وهي تعني القدرة على فهم الصواب من الخطأ، والاهتمام بقواعد السلوكيات والاتجاهات التي تحكم قدسية الحياة الإنسانية، أي يحترم حقوق الآخرين عند تعامله مع المخلوقات الأخرى، وقدرات ذكاء القيم هي التعاطف والضمير والرقابة الذاتية والاحترام والتسامح والعدالة، ويكمن مفتاح هذا الذكاء في التمييز بين ما هو سليم وغير سليم، وما هو صحيح وغير صحيح، وما هو عادل وغير عادل، ومن أهم العبارات التي تعبر عن ذكاء القيم:
§الإنصاف مهم جدًا بالنسبة لي.
§أحترم حق جميع الكائنات الحية في الحياة.
§أحب أن أكون ضمن أحد أسباب سعادة الآخرين.
§ قضايا العدالة الاجتماعية تحظى باهتمامي.
§أحتاج أن أعرف لماذا يلزم أن أفعل الشيء قبل الموافقة على عمله.

(Sulaiman Al-Balushi, 2006)

ليست هناك تعليقات: