ظل "الذكاء" في نظر بعض علماء النفس ملكة عقلية واحدة, وأن المرء إما أن يكون ذكيًا أو غبيًا, إلا أن تغيرًا جوهريًا أحدثه "هوارد جاردنر" (Howard Gardner ), عندما وضع أسس نظرية الذكاءات المتعددة MI)) ، وهي تفترض أن الذكاء ليست أشياء يمكن رؤيتها أوعدها بل أنها قدرات أو إمكانيات سوف تنشط أو لا تنشط استنادًا إلى قيم ثقافية معينة وإلى الفرص المتاحة في الثقافة والقرارات الشخصية التي يتخذها الأفراد أو عائلاتهم ومدرسيهم وآخرون، وأن الإنسان له عدة ذكاءات وليس ذكاءً واحدًا وقد اقترح سبعة أنواع في كتابه أطر العقل frames of mind)) الذي نشره عام 1983م وهذه الأنواع السبعة هي : اللغوي، والمنطقي الرياضي، و المكاني، و الحركي، والموسيقي، والاجتماعي، والشخصي، ثم أضيفت إليها عدة أنواع من الذكاءات مثل الذكاء الوجودي والذكاء الطبيعي والذكاء الأخلاقي وغيرها.
مبادئ ومسلمات نظرية الذكاءات المتعددة MI)):
تقوم نظرية الذكاءات المتعددة على مجموعة من المبادئ من أهمها:
§الذكاء الإنساني ليس نوعًا واحدًا بل هو أنواع عديدة ومختلفة.
§جميع الأفراد لديهم على الأقل سبعة ذكاءات تعمل بدرجات متفاوتة.
§معظم الناس يستطيعون تنمية كل ذكاء إلى مستوى مناسب من الكفاءة.
§الذكاءات لا توجد مستقلة كل واحد عن الآخر.
§الذكاءات المتعددة هي أداة وليست هدف في حد ذاته.
§لا يوجد شخصان لديهما نفس قدرات الذكاء حتى ولو كانا توأمين لأن خبراتهم مختلفة.
التقويم الأصيل في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة
توفر هذه النظرية أعظم إسهام لها في التقويم الحقيقي (Authentic Assessment)، أو التقويم الأصيل، حيث أنها تقترح استخدام طرق متعددة لتقويم التلاميذ، وتؤكد أن أي فرد يمكن تقويم تعلمه بسبع طرق مختلفة على الأقل ويتميز التقويم الأصيل وفقًا للنظرية بما يلي:
§ يزود المعلم بإحساس يشعر بخبرة التلميذ الفريدة كمتعلم.
§ يوفر خبرات مشوقة نشطة حية ومثيرة.
§ يوفر بيئة يتاح فيها لكل تلميذ فرصة للنجاح.
§ يقيم على أساس مستمر بطريقة توفر صورة أكثر دقة لتحصيل التقييم.
§ يؤكد على نواحي قوة كل تلميذ ويخبر عما يستطيع عمله وعما يحاول عمله.
§ يوفر مصادر عديدة للتقويم تقدم نظرة أكثر دقة عن تقدم التلميذ.
§ يعامل كل تلميذ كإنسان فريد.
§ يوفر تقييمًا عادلاً لأداء كل تلميذ ويتيح لكل تلميذ فرصة متساوية للنجاح.
§ ينظر إلى التقويم والتدريس كجانبين لعملة واحدة.
§ يصف أداء التلميذ بألفاظ يسهل فهمها على الآباء والتلاميذ والآخرين غير التربويين.
§ يسفر عن نواتج لها قيمتها للتلميذ والآخرين.
§ يوفر للتلميذ الوقت الكافي لحل المشكلة أو إنجاز المشروع أو إتمام العملية.
أدوات التقويم الأصيل في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة:
يتطلب التقويم الأصيل وفقًا لنظرية الذكاءات المتعددة توثيق نواتج التلميذ وتوثق أدائه بأدوات وأساليب متنوعة وليس شرطًا أن يستخدم المعلم كل هذه الأساليب في آن واحد ومنها:
o سجلات النوادر: وهو سجل يوميات يخصص لكل تلميذ وتوضح فيه أهم إنجازاته.
o عينات العمل: ملف يضم عينات من عمل التلميذ في كل المجالات.
o شرائط التسجيل السمعي: يسجل عليها التلميذ أهم ذكرياته أو أغانيه وأشعاره.
o شرائط الفيديو: لتسجيل قدرات التلميذ في جميع المجالات.
o الصور الفوتوغرافية: وذلك لتوثيق أعمال التلميذ التي يصعب الاحتفاظ بها.
o دفتر يوميات التلميذ: يسجل فيه التلميذ خبراته بما في ذلك مواد ورسومات بيانية.
o لوحات يحتفظ بها التلميذ: كأن يسجل التلميذ أهم إنجازاته في شكل لوحات بيانية وغيرها.
o مقابلات التلميذ: حيث يلتقي المعلم بالتلميذ ويناقشه ليتعرف ميوله وأهدافه .
o خريطة حجرة الدراسة: ويوضح أنماط الحركة والنشاط للتلميذ والتفاعل داخل الحجرة.
o بورتفوليو الذكاءات المتعددة: من المهم أن يعد المعلمون ملفاً لكل طالب" بورتفوليو" يوضح مدى تقدمه خلال الدراسـة، ويوضح نقاط قوته ونقاط ضعفه، ويساعده على تأمل عمله ويُعلم الوالدين والإداريين والمدرسين الآخرين بتقدم تعلم التلميذ.
o سجلات الرزنامة: حيث يحتفظ التلاميذ بسجلات لأنشطتهم خلال اليوم بتسجيلهم على رزنامة شهرية وتجمع نهاية كل شهر.
مستوى الجودة في أساليب تقويم تعلم العلوم:
تعتمد هذه النظرية على طرق وأساليب متعددة للتقويم، و يعود هذا إلى تنوع مجالات الذكاء، إذ أن هناك على الأقل سبعة أنواع من الذكاءات، وكل نوع من هذه الذكاءات له طريقة معينة لقياسه، وبالتالي فإن الجودة في اختيار وتجميع البيانات وتحليلها لتعطي صورة واضحة عن خصائص المتعلم في هذا النوع من الذكاء أو ذاك، ولذا فإن هذه النظرية تركز بصورة مباشرة على أدوات القياس الملائمة لنوع الذكاء المطلوب قياسه أو التعرف عليه لدى المتعلم، الأمر الذي يعطي تفسيرًا واضحًا عن الجودة في أساليب التقويم المستخدمة في قياس أنواع الذكاءات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق