الجمعة، 21 نوفمبر 2014

(75) الاتصال التربوي الفعال وعملية التعليم و التعلم


مقدمة :
يعتبر الاتصال مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي، والاتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة للمؤسسة التربوية. والاتصال عملية اجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل
    مفهوم الاتصال التربوي :
ظهرت تعريفات عديدة لا يمكن حصرها لمفهوم الاتصال من قبل الباحثين والمتخصصين في علوم الإعلام و الاتصال ، عكست في معظمها أهميته ودوره في الحياة الإنسانية ، والمكونات أو العناصر الأساسية لعملية الاتصال ، ومن هذه التعريفات على سبيل المثال لا الحصر :
-    العملية التي تنقل بها الرسالة من مصدر معين إلى مستقبل واحد أو أكثر بهدف تغيير السلوك .
-   العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعاً بينهما ، وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر ، وبذلك يصبح لهذه العملية عناصر ومكونات واتجاه تسير فيه ، وهدف تسعى إلى تحقيقه ، ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها .
-   استعمال اللغة والإشارات، ونقل المعلومات والمعاني للتأثير على السلوك .
والاتصال التربوي هو عملية نقل الأفكار والمعلومات التربوية من مدير المدرسة إلى المعلمين أو بالعكس أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى أو من المدرسة إلى الإدارة التعليمية وبالعكس وذلك عن طريق الأسلوب الكتابي أو الشفهي مما يؤدي إلى وحدة الجهود لتحقيق أهداف المدرسة من أجل تحقيق رسالتها.
      عناصر عملية الاتصـال التربوي :
        تتكون عملية الاتصال عمومًا من مجموعة من المكونات هي :
1. المرسل (Source) وهو الفرد أو (الأفراد) الذي يؤثر في الآخرين بشكل معين وهذا التأثير ينصب على معلومات أو اتجاهات أو سلوك الآخرين.
2. المستقبل (Receiver): وهو الذي يتم الاتصال به وهو صاحب الخطوة الثانية في عملية الاتصال والذي يتلقى محاولات التأثير الصادرة عن المرسل.
3. الرسالة: وهي المعلومات أو الأفكار أو الاتجاهات التي يهدف المرسل إلي نقلها إلى المستقبل والتأثير عليه.
4. قناة الاتصال (Channel) هي الوسيلة أو الوسائل من أجل التفاعل بين المرسل والمستقبل.
5. التغذية الراجعة (Feedback) وهي الإجابة التي يرد بها المستقبل على رسالة المرسل.
6. التشويش والمؤثرات الأخرى .
وسوف يتم مناقشة كل عنصر من هذه العناصر بشكل من التفصيل ، لتوضيح أهميته ودوره في عملية الاتصال وعلاقته بالعناصر الأخرى وكيفية استثماره أو استخدامه بشكل فعال ليسهم في نجاح العملية ، التي لا يتوقف نجاحها أو فشلها على عنصر معين دون الآخر .
1)      المرســـل :
يعد المرسل العنصر الأول والأساسي في عملية الاتصال، ويأخذ المرسل أشكالا أو أدوارا كثيرة منهــا :
   المعلم أو المدرس أو المحاضر وهو مرسل لرسالة مضمونها المادة التعليمية أو الثقافية، وبشكل عام فإن العملية التعليمية أو التدريبية في حد ذاتها هي عملية اتصال .
    المؤلف أو الكاتب ، سواء أكان للكتاب أو المقالة أو أية مادة علمية أو ثقافية أو إعلامية 0
  المتحدث عبر الإذاعة أو التلفزيون 0 سواء أكان مذيعا أم شخصية اجتماعية أو سياسية أو علمية 0
ولكي ينجح المرسل في عملية الاتصال، فلابد من توافر عدد من الصفات التي تساعده في نجاح مهمته كمرسل وتتلخص هذه الصفات فيما يلــي :
  القدرة اللغوية والبلاغة 0
    المنطق المؤثر والقدرة على الإقناع والتأثير 0
  فن الإلقــاء 0
 القدرة على التعبير بوضوح عن وجهة النظر والأفكار والمعلومات المراد إرسالها 0
   المعلومات الكافية عن موضوع الرسالة 0
   المكانة الاجتماعية والشخصية المتميزة للمرسل 0
ويمكن تقديم التوجيهات والنصائح التالية للمرسل لكي يضمن نجاح عملية الاتصال وفاعليتها ، باعتباره الركن الأول والأساس فيها 0
uالبداية ومقدمة الحديث : من المهارات الأساسية الواجب على المرسل مراعاتها أثناء الحديث المباشر مقدمة الحديث ، فالطريقة التي يتحدث بها المرسل والكلمات التي يختارها في بداية أو افتتاحية الحديث تؤثر تأثيراً كبيراً على اتجاهات وإدراك المستقبل 0 لذلك يفضل أن يبدأ المرسل حديثة بكلمات توحي باحترام الطرف الآخر .
uحدة الصوت : يجب على المرسل أن يتحدث بطريقة هادئة ، وأن يلعب دور مقدم المعلومات ولا يظهر عيوب الطرف الآخر في عدم فهمه لهذه المعلومات التي يقدمها 0 وبالتالي عليه ألا يتحدث بطريقة هجومية أو عدوانية لكي لا يخلق جواً من الخلاف والتوتر عند الطرف الآخر ،ويعبر بعض الناس عن أفكارهم مستخدمين نبرات صوت مختلفة تتلاءم مع طبيعة الرسالة أو الفكرة المراد إرسالها 0 فقد دلت بعض الدراسات أن التحدث بنبرة صوت ضعيفة ومنخفضة تؤدي إلى الاكتئاب ،وأن نبرة الصوت العالية تعني الحماس والتفاعل ، وأن النبرة العالية جداً تعني الغضب والانزعاج 0 ولهذا ، من المفضل أن يراعي المرسل نبرات صوته بحيث يتم تنويعها حسب الموقف ومضمون الرسالة التي يريد نقلها للمستقبل 0
uتوضيح الفكرة والإجراءات : يفضل أن يقدم المرسل فكرة عن الموضوع الذي سوف يتحدث عنه في البداية ، والزمن الذي سوف يستغرقه للحديث وكذلك يفضل أن يوضح الأسلوب الذي سوف يتبعه في تقديم الرسالة ، مثل : أن يسمح بالأسئلة والمقاطعة أثناء الحديث أو غير ذلك 0 كما يجب عليه توضيح الفكرة الأساسية والمهمة في معرض حديثه بأكثر من طريق أو وسيلة 0 وعليه إعادة التوضيح والتفسير كلما شعر أن الطرف الآخر لم يستوعب الفكرة بشكل جيد .
uاللغــة : على المرسل أن يختار الكلمات المناسبة والمفهومة لدى الطرف المقابل ، ويجب على المتحدث أن ينتقي ألفاظه بحيث تتلاءم مع المستوى الاجتماعي والعلمي للطرف الآخر .
2) الرسالــة :
وتعد الرسالة الركن الثاني في العملية الاتصالية وتتمثل بالمعاني والكلمات التي يرسلها المصدر إلى المستقبل فحينما نتحدث يكون الحديث هو الرسالة ، وحينما نكتب فالكتابة هي الرسالة 0 وحينما نرسم فالرسم أو الصورة هي الرسالة ، وحينما نلوح " بأيدينا " فإن حركات ذراعنا هي الرسالة 0
وللرسالة عدة تعريفات تدور في نفس الإطار ومنها أنهـــا :
   المحتوى المعرفي الذي يريد المرسل نقله إلى المستقبل 0
 الهدف الذي تسعى عملية الاتصال إلى تحقيقه 0
    محتوى فكري معرفي يشمل عناصر المعلومات باختلاف أشكالها سواء أكانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية 0
ويتأثر مضمون الرسالة بعدد من العوامل يمكن إيجازها بالآتـي :
uدقة بناء وإخراج الرسالة ، سواء كان ذلك في اختيار الألفاظ والمصطلحات المؤثرة نفسيا في المستقبل أو في استخدام العبارات الفعالة التي في الجمهور المعني بالرسالة 0
خلو الرسالة من الأخطاء المطبعية في حالة الاتصال المكتوب أو المطبوع ، أو النحوية التعبيرية في الاتصال الشفوي والمسموع وحتى المكتوب 0
عدم وجود بدائل متوفرة وجاهزة للرسالة ، ففي حالة وجود بديل أو أكثر للفكرة أو المضمون فإنه يتوجب على المرسل التأكد من عدم لجوء المستقبل إلى الفكرة أو المضمون الذي تحمله الرسالة الأخرى خاصة إذا ما تميزت عليها ببعض الجوانب المؤثرة 0
الابتعاد عن التكرار غير المبرر في المعلومات 0
يجب أن لا تكون الرسالة طويلة ومملة 0
توفير الوسيلة المناسبة لنقل الرسالة 0
اختيار الوقت المناسب لتقديم الرسالة 0
اختيار الجمهور المناسب لاستقبال الرسالة 0
ويمكن تلخيص صفات الرسالة الجيدة في ستة صفات على النحو التالـي :  أن تكون نظيفــة ،  كاملــة ، واضحـة ،صحيحـة ، مؤدبــة ،مختصـرة 0
3) قناة اتصال :
وهي الوسيلة التي يتم من خلالها توصيل أو نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل.
uومن أهم وسائل الاتصال المستخدمــة :
-   الوسائل المكتوبة : كالكتب بأنواعها وتخصصاتها المختلفة والصحف والمجلات 00 الخ 00
-   الوسائل الشفوية المباشرة : أي الكلام والحديث المباشر بين المرسل والمستقبل ، كالمحاضرة التي يلقيها المدرس ويضمنها رسالته التدريسية ، أو الحديث المباشر بين شخص وآخر بخصوص فكرة أو وجهة نظر يريد المرسل إيصالها إلى المستقبل 0
- الوسائل المسموعة والمرئية : وتتمثل هذه بصورة رئيسية بالمذياع والمذياع المرئي ( التلفزيون ).
-  الوسائل الإلكترونية الحديثة : تشتمل هذه الوسائل على المحطات الطرفية للحواسيب والبريد الإلكتروني أو ما شابه ذلك من الوسائل والقنوات الإلكترونية الحديثة كالإنترنت.
4)  المستقبل  :
المستقبل : هو الشخص أو الجهة التي توجه إليها الرسالة ، ويجب على المستقبل أن يقوم بحل أو فك رموز الرسالة بغية التوصل إلى تفسير لمحتوياتها وفهم معناها ، وينعكس ذلك عادة في أنماط السلوك المختلفة التي يقوم بها المستقبل 0 ولذلك يجب ألا يقاس نجاح عملية الاتصال بما يقدمه المرسل ، ولكن بما يقوم به المستقبل من سلوكيات تدل على نجاح الاتصال وتحقيق الهدف .
ويمكن للمستقبل أن يأخذ صوراً وأشكالاً مختلفة منها :
1.  القـــارئ 0
2.  المستمع أو المستمعين إلى الرسالة المذاعة أو عبر التسجيلات الصوتية 0
3.  المشاهد سواء للتلفزيون أو للسينما أو لأية مادة تعبيرية 0
4.  أية صورة أخرى يشكلها المستقبل سواء كان طالباً أو موظفاً أو قارئاً في المكتبة 00 الخ
والمستقبل إنسان له سماته وكيانه ومشكلاته ولهذا قــد :
1. يفهم الرسالة بسهولة ويسر 0
2. يفهم الرسالة بعد أن يبذل جهداً معيناً 0
3.  لا يفهم الرسالة على الإطلاق 0
وهناك عدد من العوامل التي تؤثر في فهم الرسالة أو عدم فهمها ، ومن بين هذه العوامل :
1. اللغة المشتركة والمفهومة بين كل من المرسل والمستقبل 0
2.  درجة الانسجام والتجانس بين المرسل والمستقبل 0
3.  ثقافة المستقبل وخبرته ومعرفته بالموضوع الذي يقوم باستقبال معلوماته 0
وتجدر الإشارة إلى أن الاتصال عملية مشتركة بين المرسل والمستقبل ويتم التفاعل بينهم من خلال تبادل الرسائل في نفس الموقف الاتصال ، بمعنى أن المرسل يصبح مستقبلاً والمستقبل يصبح مرسلاً وهكذا يتم تبادل الأدوار بشكل متتابع ، وبخاصة عندما يتم الحوار بينهما 0 وبالتالي فإن عملية الاتصال لا تسير باتجاه واحد بل باتجاهين 0
5) التغذية الراجعة  :
وهي عملية تعبير متعددة الأشكال ، تبين مدى تأثر المستقبل بالرسائل التي نقلها المرسل إليه بالطرق أو الوسائل المختلفة 0 وهي عنصر مهم في الاتصال لأنها عملية قياس وتقويم مستمرة لفاعلية العناصر الأخرى كما أن لها دوراً كبيراً في إنجاح عملية الاتصال وأنها الوسيلة التي يتعرف من خلالها المرسل على مدى التأثير الذي أحدثته رسالته في المستقبل ، وحيث أنه من المفروض أن يتخذ المستقبل موقفاً معيناً من الأفكار والخبرات والمعلومات التي يستلمها
أما الأشكال التي تتخذها التغذية الراجعة فيمكن تحديدها بصورة أو أكثر من الصور الآتيـة :
1. فهم الرسالة ومضامينها والاكتفاء بذلك ( عدم وجود تغذية راجعة ) 0
2. فهم الرسالة والتأثر بها والعمل بمضمونها ( تشجيع المرسل بإعادة إرسال الرسالة إلى مستقبلين آخرين وكسب تأييدهم أو إغنائهم بالأفكار والخبرات والمعلومات التي تحتوي عليها ( الرسالة ) 0
3. عدم فهم الرسالة ( إعادة صياغة أفكارها ومعلوماتها بشكل أكثر فهماً ) 0
4. فهم الرسالة والعمل ضدها ، أي عدم الاقتناع بها ( وقف إرسال الرسالة أو إعادة إرسالها إلى مستقبلين آخرين أكثر استعداداً لتقبل الرسالة ) 0
6) التشويش والمؤثرات الأخرى  :
التشويش أو الإزعاج ، مفهوم شامل يشمل كل ما يؤثر في كفاءة وفاعلية وصول الرسالة بشكل جيد إلى المستقبل وإدراكها ، وهذه المؤثرات أو العوامل منفردة أو مجتمعة ، تلعب دوراً حاسماً ومهماً في التأثير سلباً على عملية الاتصال ، ولذلك فإنه من الضروري استيعاب وإدراك أسبابها وآثارها ، ومحاولة التغلب عليها 0
وهناك نوعان رئيسيان من التشويش همــا :
1.  التشويش الميكانيكي أو الآلي : ويشمل أي تداخل فني يطرأ على إرسال الرسالة من المرسل إلى المستقبل كأن تمر سيارة أو طائرة بصورتها المرتفع أو يحدث خلل كهربائي في محطة الإذاعة أو التلفزيون 0
2.  التشويش الدلالي واللفظي : ويحدث داخل الفرد حينما لا يفهم المرسل والمستقبل بعضهما البعض لأي سبب
ومن الأمور التي تسهم في إحداث تشويش المعاني :
1.  استعمال مفردات غير مألوفة يصعب على المستقبل فهمها بسهولة 0
2.  عدم وضوح قصد المرسل وما عناه في رسالته وضوحاً كافياً .
3. الفهم الخاطئ للمعاني بسبب التفاوت الثقافي بين المرسل والمستقبل 0
على أساس ما تقدم فإن عناصر الاتصال متصلة ومتفاعلة مع بعضها بدورة منتظمة ، تتوزع فيها الأدوار بين العناصر المختلفة بشكل نلخصه بالآتــي : المحاضر ( معلماً كان أو مدرساً أو أستاذاً جامعياً ) هو المرسل والطالب هو المستقبل ، وجدول الضرب أو نظرية في الفيزياء هي الرسالة ، ولوحة الكتابة في الصف ( السبورة ) هي الواسطة أو قناة الاتصال ، وعدم استيعاب بعض من الطلبة للموضوع هو رجع الصدى ، مما يضطر المحاضر إلى شرح المادة مرة أخرى وربما باستخدام وسيلة اتصال أخرى ، وهكذا ، ولكن قد يكون الطالب هو المرسل عندما يعيد شرح المادة للمحاضر 0 ويكون الأخير مستقبلاً ورضاه عن إجابة الطالب هي رجع الصدى والفوضى من بعض الطلبة هي التشويش 0
    أهداف الاتصالات التربوية :
يمكن النظر إلى أهمية الاتصال من وجهة نظر المرسل ومن وجهة نظر المستقبل . فمن وجهة نظر المرسل تتمثل أهمية الاتصال فيما يلي :
1. نقل التعليمات والتوجيهات ووجهات نظر المدير إلى المعلمين من أجل القيام بوظائفهم الأساسية.
2. إطلاع المعلمين على ما يجري في المدرسة من أنشطة مختلفة.
3. تزويد المعلمين بالأخبار المختلفة وخاصة الاجتماعية منها لدعم الروابط الإنسانية بين العاملين.
4. إكساب المستقبل خبرات جديدة ومهارات ومفاهيم جديدة تساير التغير والتطور في العالم وزيادة التفاعل الاجتماعي بين المعلمين وتوطيد البعد الإنساني بينهم.
5. خلق درجة من الرضى الوظيفي والانسجام والتخلص من الضغوط المختلفة.
6. تحسين سير العمل الإداري من أجل التفاعل بين العاملين وتوجيه الجهود تجاه الهدف المنشود.
7. إمداد المدير والمشرف بالمعلومات والبيانات الصحيحة مما يساعد في اتخاذ القرارات السليمة.
8. الاتصال الفعال يمكن المدير من التأثير في المرؤوسين والقيام بعمله من حيث التوجيه والإشراف على أفضل وجه.
أما المستقبل فإنه ينظر إلى أهمية الاتصال من الجوانب التالية :
1-   فهم ما يحيط به من ظواهر وأحداث 0
2-   تعلم مهارات وخبرات جديدة 0
3-   الراحة والمتعة والتسلية 0
4-  الحصول على المعلومات الجديدة التي تساعده في اتخاذ القرار والتصرف بشكل مقبول اجتماعياً
    أنواع الاتصالات التربوية :
       وهناك نوعان من الاتصالات :
ü  الاتصالات الرسمية:  وهي التي تتم حسب اللوائح والقنوات الرسمية التي يحددها الهيكل التنظيمي للمؤسسات التعليمية، وتقسم الاتصالات الرسمية إلى ثلاثة أنواع أساسية :
1)  الاتصال من أعلى إلى أسفل: (Top- Down) : وهنا تصدر المعلومات والأفكار والمقترحات والأوامر والتعليمات من المدير إلى المعلمين ويهدف هذا النوع توضيح أهداف العملية التربوية للمعلمين وتوجيه سلوكهم وتنفيذ الخطط والبرامج المعدة، وهو أكثر أنواع الاتصال انتشاراً.
2)  الاتصال من أسفل إلى أعلى ((Bottom-up : ويتضمن رد المعلمين على المديرين وكذلك مقترحاتهم ووجهة نظرهم حول موضوعات مختلفة، وهذا النوع من الاتصال قليل الانتشار لأن هناك مركزية في النظام الإداري المتبع.
3)   اتصالات أفقية أو مستعرضة(Horizontal Communication) ومثال على ذلك الاتصالات التي تتم بين معلمي المادة الواحدة ، أو مديري المدارس في منطقة معينة بهدف تنسيق لجهود فيما بينهم.
   الاتصالات غير الرسمية: ويقوم هذا الاتصال على أساس العلاقات الشخصية والاجتماعية، ومن أمثلة هذا الاتصال ما يدور بين زملاء العمل من أحاديث حول موضوعات تستحوذ على تفكيرهم.
    الاتصال التربوي وعملية التعليم والتعلم :
تتطلب عملية والتعليم والتعلم مجموعة من العناصر و المكونات التي تتطلبها عملية الاتصال وهي على النحو التالي :
      المعلم :   وهو المرسل أو مصدر المعلومات .
      المتعلم :  وهو المستقبل .
   محتوى الدرس أو المحاضرة              وهي الرسالة .
   الكتاب المدرسي أو الفلم التعليمي        وهي قنوات الاتصال .
   مشاركة وتفاعل المتعلمين                   وهي التغذية الراجعة .
  أما عنصر التشويش في عملية الاتصال        فهو نفسه في عملية التعليم والتعلم بكل أبعاده
    مهارات الاتصال التربوي :
  تتطلب عملية الاتصال بمختلف مستوياتها وظروفها أربع مهارات أساسية يجب على المرسل والمستقبل أن يتقنها لكي تتم العملية التربوية بكفاءة وفاعلية عالية وتتلخص هذه المهارات فيما يلي :
1. الإصغاء : هو الاستماع لما يقوله الشخص الآخر وما يعني هذا القول له والتخلي عن الإطار المرجعي للمستمع ليتسنى له تقدير السياق المتضمن في حديث المتكلم.
2. فهم الذات : هو معرفة نموذج الاتصال الذي تتبناه في التعامل مع الآخرين.
3. نقل الرسالة : هو إرسال المعنى الصحيح الذي يكمن في النتيجة المتوخاة أي أن تصل الرسالة إلى المستقبل ويفهم مضمونها كما يقصدها المرسل.
  نصائح لتطوير مهارات الاتصال التربوي :
   مهارات الاتصال والتفاعل الصفي.
   مهارة الإصغاء للتلاميذ .
   استخدام لغة الجسم لإظهار الاهتمام وتشجيع التلميذ على الاستمرار .
   الاتصال بالنظر عند مخاطبة التلميذ .
   مواجهة الطالب أثناء حديثه لإظهار اهتمامك بالاستماع إليه .
   تقبل مشاعر وأفكار التلاميذ : وهي القدرة على الاستجابة للطلاب بتعاطف . وهذه المهارة تظهر لأنك تقبل وجهة نظر الطالب ، و تأخذ وجهة نظره ومشاعره بعين الاعتبار ،ولديك رغبة في توضيحها وبحثها.
   مهارة طرح الأسئلة : وتعني القدرة على طرح عدد كبير من الأسئلة الواضحة المحددة ، في زمن مناسب .
 وينبغي على المعلم مراعاة ما يلي :
-          أن يكون السؤال واضحا لتجنب إعادة صياغته طرح السؤال على الجميع ثم اختيار الطالب المجيب .
-          تجنب الأسئلة الموحية بالإجابة إلا في حدود الحاجة إليها .
-          إعطاء التلاميذ الوقت الكافي للتفكير في السؤال المطروح قبل اختيار الطالب المجيب .
-          استخدام الأسئلة السابرة والمتنوعة ( تذكر ، تطبيق ، تقويم ) .
-          احترام أسئلة التلاميذ وعدم رفضها .
    العوامل التي تساعد على نجاح عملية الاتصال:
يتوقف نجاح عملية الاتصال على نجاح كل عناصره في أداء الدور المطلوب منهم:
عوامل تتصل بالمرسل:  من أجل أن يتحقق الاتصال الناجح على المرسل:
• أن يكون محل ثقة المستقبل حتى يتفاعل معه.
• أن تكون لديه مهارات اتصال عالية، لفظية، غير لفظية، القدرة على صياغة الرسالة المعبرة عن هدفه بوضوح والمراعية لطبيعة المستقبل.
• يحسن اختيار الوقت والزمان والوسيلة الملائمة لطبيعة المستقبل، وللرسالة وهدفها.
عوامل متصلة بالمستقبل:
• مستوى الإدراك الحسي للمستقبل.
• الإطار الدلالي (تصورات، واتجاهات) المستقبل في الاستجابة للرسالة.
• دافعية المستقبل للمعرفة.
• الظروف المحيطة بالمستقبل.
• سلوك المستقبل نتيجة لفهمه مضمون الرسالة.
عوامل متصلة بالرسالة: عند إعداد الرسالة يجب مراعاة ما يلي:-
• أن يتناسب موضوع الرسالة مع المستقبل من حيث اهتمامه ومستوى إدراكه وتلبية احتياجاته.
• حسن صياغتها ومضمونها من حيث التشويق والإثارة التي يخاطب إدراك المستقبل ويؤدي إلى تفاعله مع الرسالة.
عوامل تتعلق بوسائل الاتصال :
يجب أن يتوافر عند المرسل عدة وسائل للاتصال (الرمز، الشكل، اللغة المنطوقة، اللغة المكتوبة، رسائل غير لفظية ..الخ) والتي تتناسب مع الهدف من الاتصال وصياغة الرسالة حسب طبيعة المستقبل وميوله وخصائصه.
    أدوات الاتصال التربوي :
هناك قنوات كثيرة في مجال الإدارة التعليمية والتي تستخدم لنقل الأوامر، والتعليمات، والأفكار والاتجاهات والمعلومات والخبرات والمقترحات. ومن أهم أدوات الاتصال التربوي شيوعاً ما يلي:
1)  الأوامر الشفهية والمكتوبة: يقوم المدير بإعطاء العاملين بعض الأوامر الشفهية في الأمور ذات الأهمية المحدودة أما في الأمور والمسائل المهمة فإن التعليمات تكون مكتوبة حتى لا يتعلل بعض العاملين بعدم الإخطار وهنا يطلب من العاملين التوقيع بالعلم.
2)  النشرات :  وهي أكثر أدوات الاتصال شيوعاً في مدارسنا ويجب أن تكون صياغتها دقيقة ، وواضحة، ومفهومة حتى يصبح المعلمون ملتزمين بما جاء فيها ويطلب منهم التوقيع عليها.
3)  المذكرات والتقارير: المذكرة هي عرض لموضوع أو مشكلة معينة يقدمها المعلمون إلى المدير من أجل إبداء الرأي في موقف معين. أما التقارير فهي تتضمن حقائق عن موضوع معين معروضاً عرضاً تحليلياً. وهي تكون إما شهرية أو سنوية، و يجب أن تكون منظمة وتلتزم بالثقة والموضوعية في ألفاظها، وتقتصر على المعلومات والبيانات الضرورية، وتتسم بالوضوح والبساطة في التعبير مع مراعاة الأمانة وعرض الحقائق السلبية والإيجابية منها، وعدم التحيز. ومثال على ذلك المذكرات التي يقدمها الموجهون إلى المعلمين وتقارير المعلمين عن أحوال التلاميذ وتقارير المدير الدورية عن الحالة التعليمية .
4)   الاجتماعات المدرسية :  وهي من وسائل الاتصال الضرورية التي لا يستغني عنها مديرو المدارس حيث تكون الفرصة متاحة لتبادل وجهات النظر بين المدير والمعلمين وهنا يشعر المعلمون بقرب الإدارة منهم وهذا يشجعهم على العمل الجاد ويعمل على نجاح العملية التعليمية وحتى تكون الاجتماعات كذلك يجب أن :
-          يحدد جدول الأعمال مسبقاً ويشارك في الإعداد كل الأعضاء المشاركين في الاجتماع.
-          تناول الاجتماع موضوعات تهم الأعضاء المشاركين.
-          إتاحة الفرصة لتناول وجهات النظر بين قائد الاجتماع والأعضاء.
-          أن يسود الاجتماع جو من الألفة والاحترام المتبادل وحسن الاستماع أثناء المناقشة.
5)  الباب المفتوح للمدير: إن سياسة الباب المفتوح تساعد المدير على أن يتعرف على ما يجري في المدرسة بصورة واقعية وكذلك التعرف على القضايا والمشكلات التي يعاني منها المعلمون من أجل العمل على حلها.
6)  الإذاعة المدرسية : تعتبر الإذاعة المدرسية من أدوات الاتصال التربوي السهل والسريع في توصيل الأخبار والمعلومات والآراء والتوجيهات للعاملين في المدرسة، وهي وسيلة اتصال يمكن لمدير المدرسة أن يوظفها للاتصال بالعاملين لتبليغهم الأمور الهامة في وقت واحد.
7)  لوحة الإعلانات : إن العديد من المدراس تستخدم لوحة إعلانات لتوصيل المعلومات والبيانات والتعليمات إلى العاملين بها. ويجب أن توضع لوحة الإعلانات في مكان بارز للجميع وتكون أخبارها متجددة. ويجب أخذ موافقة المدير قبل نشر أي إعلان على هذه اللوحة.
8)  مجلة المدرسة: وهي مجلة تصدرها بعض المدارس في نهاية كل عام وتحتوي على أخبار المدرسة والمعلمين ونشاط الطلاب ويشارك فيها مدير المدرسة والمعلمون وبعض الطلاب مما يرفع من روحهم المعنوية ويجعلهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة تنمي لديهم شعور الانتماء والاعتزاز نحو المدرسة والفخر بها، ومن بين من يوزع عليهم هذه المجلة أعضاء المجتمع المحلي.
*    العوامل التي تعيق الاتصال:
• لغة الرسالة غير معبرة عن مضمونها واستخدام صياغة معقدة ، أو كلمات ذات معنى غير محدد.
• تفسير كل من المرسل والمستقبل الرسالة بصورة مختلفة.
• سوء العلاقة بين المرسل والمستقبل وعدم توفر الثقة بينهما.
• عدم اختيار الوقت والمكان المناسبين لإرسال الرسالة.
• تلقي المستقبل العديد من الرسائل مما يدفعه إلى الاهتمام ببعضها وإهمال الآخر.
• استعمال المرسل قناة اتصال غير ملائمة لطبيعة وهدف الرسالة.
• المعوقات الاجتماعية والثقافية واختلاف العادات والتقاليد والقيم والمعايير والتي تحد من التأثير الإيجابي لعملية الاتصال.
• التعصب لموقف أو رأي أو وجهة نظر معينة.
• وجود فروق فردية بين المعلمين في القدرات والمستوى الوظيفي والاجتماعي والتعليمي.
• اتجاهات بعض المديرين السلبية غير المرغوبة تجاه فئة من المعلمين مما يعيق اتصال جيد بينه وبينهم.
تطوير مهارات الاتصال :
        وهذه المهارات هي :
uمهارات التحدث :  وهو الاهتمام بمحتوى الحديث ومضمونه ومراعاة الفروق الفردية بين الأفراد واختيار الوقت المناسب للحديث ومعرفة أثره على الآخرين .
مهارات الكتابة:  وهي تدريب العاملين على الكتابة الإدارية الموضوعية الدقيقة وتجنب الأخطاء الهجائية والإملائية ،  وهذا يتطلب تطوير التفكير وزيادة حصيلة معلومات العاملين اللغوية وترقيه أسلوبهم في الكتابة .
مهارة القراءة :  وهي زيادة سرعة الفرد في القراءة وفهمه لما يقرأ.
مهارة الإنصات :  اختيار العامل ما يهمه من معلومات وبيانات مما يصل ‘إلى سمعه.
مهارة التفكير :  وهي سابقة أو ملازمة أو لاحقة لعملية الاتصال.
زيادة مهارة العاملين في استخدام وسائل الاتصال.
تطوير نظم حفظ المعلومات :  يجب أن يتوافر في أي نظام لحفظ المعلومات والبيانات السهولة والبساطة والوفر في المال والجهد والاقتصاد في المساحة المطلوبة لعملية الحفظ وتحقيق أمن وأمان المستندات والأوراق والأشرطة المتضمنة لهذه المعلومات والبيانات .
الاتجاه نحو ديموقراطية القيادة :  هي تعني شورى ومشاركة من جانب العاملين وتعرف على أفكارهم وآرائهم .  وهي تعني أيضا اتصالات أنشط وأصدق ,ايسر وانخفاضا في الإشاعات .
توعية العاملين بالفروق الفردية بين الأفراد.
تخلي العاملين عن الاتجاهات السالبة :  إذا سادت الاتجاهات الموجبة المنشأة سادت الاتجاهات الموجبة نحو المعاملة مع الجمهور ومع العاملين بعضهم بعضا .
 تدعيم الثقة بين العاملين في المنشأة :  وذلك يؤدي إلى تيسير الاتصالات وتقليل وقت الاتصالات .  وفي ظل انعدام الثقة بين العاملين بعضهم ببعض وبين العاملين وأفراد الجمهور يكون هناك دائما اتصال مكتوب بمستند لإثبات أن هناك اتصالا قد تم ولإثبات موضوع الاتصال .
تخليص العاملين من الفقد والمشكلات النفسية حتى لا تكون معوقا للاتصال الجيد .
تدعيم شبكة الاتصالات غير الرسمية بأكبر قدر من الحقائق والمعلومات وذلك لتقليل الشائعات التي تزدهر في ظل نقص المعلومات.
تنشيط الاتصالات الأفقية وذلك حتى يتمكن العاملون في مستوى إداري معين الاتصال ببعضهم البعض في مختلف الإدارات فهو يقلل من المشكلات التي يسببها مركزية التنظيم للاتصال من حيث الزيادة في الوقت والجهد وكذلك لضمان التعاون بين إدارات المنشأة ومعرفة العاملين بالمنشأة بالعمل الذي يقوم به زملائهم في الإدارات الأخرى ولكن ينبغي للمرؤوس أن يحصل على إذن رئيسه قبل الاتصال بالإدارات الأخرى كما يجب أن يخطره بنتائج هذه الاتصالات الأفقية التي هو طرفا فيها .
تقييم نتائج الاتصال :  وذلك للتأكد من تحقيق أهداف الاتصال وهذا التقويم هو المدخل لتطوير وتحسين الاتصالات مستقبلا.
الخلاصة :
هناك واقع اتصال معمول به في مدارسنا، فكيف يمكن تطوير وتنشيط هذا الواقع؟ لابد من العمل على تطوير وتنشيط الاتصالات بكافة صورها وأشكالها والتي تمارس في مؤسساتنا التربوية من خلال:-
-   وضع خطة محددة حتى يتعرف كل فرد على دوره في تحقيق اتصال جيد بعد أن يتم تحديد الوسائل والقنوات المستخدمة في الاتصال.
-  زيادة فهم العاملين لأهمية الاتصال وعناصره المختلفة وذلك عن طريق الدورات التدريبية للمعلمين.
-  ولأجل إجراء اتصال فعال يجب تطوير مهارات الاتصال عند المعلمين مثل مهارة التحدث، ومهارات الاستماع والاتصالات ومهارة التفكير...الخ.
-   بناء وتدعيم الروابط الإنسانية والثقة بين القيادة التربوية والمعلمين من أجل تيسير الاتصالات واستثمار الوقت.
-   تدعيم شبكة الاتصال بالشفافية فيما يتعلق بالحقائق والمعلومات التي تشبع بعض حاجات المعلمين إلى المعلومات فيما يتعلق بأمور تهمهم مثل الترقيات، التنقلات ...الخ.
-   مسايرة الانفجار الهائل في وسائل الاتصالات والعمل علي توفير واستخدام البريد الإلكتروني.
-    إن لمن الضروري من وقت إلى آخر تقويم نتائج الاتصال في المؤسسة التربوية للتأكد من أن الاتصال حقق أهدافه في توصيل المعلومات والخبرات والاتجاهات والمقترحات وذلك من أجل تحقيق أهدافه العملية والتربوية والتعليمية.

ليست هناك تعليقات: